شقائق النعمان فيك نفحة من نفحات شهدائك الأبرار
فتحت كتاب الله وقرأتُ:
(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون)
وأنت ياسورية الإباء اليعربي الخالص رزقت نعمى ما بعدها نعمى، ألم يلد ثراك الطاهر أولئك الفرسان الميامين الذين اتحدت أرواحهم بكل ذرة من ذراته, معلنين ولادة شفق وأد المؤامرة, مخضباً بدماء الأحرار وقد حفظوا ومازالوا يرددون قول الشاعر:
ولايبني الممالك كالضحايا
ولا يدني الحقوق ولا يُحقُّ
وللحرية الحمراء باب
بكل يدٍ مضرجة يدقُ
إنها من الدماء تدفقت لأنها تؤمن أن ثراك صاد، لكن رضوان الله جعلها أنهاراً من لبن وخمرة لذة للشاربين.
هذا هو حال الأبطال.. وهاهم أبناؤك الذين آمنوا بقدسية ترابك وأقسموا أن يذودوا عنه الغدر والمؤامرة والجريمة.
عصافيرك اليوم تغرد لأن المعركة القائمة بينها وبين غربان الشؤم والتخريب على أشدها، وقد كشرت المؤامرة عن أنيابها وأنا مندفع إلى حوض اليقين، أسلم جسدي وروحي لأمواجه الدافئة الحانية، لأنني مؤمن أن النصر حليف عصافيرك البطلة، ففي مدرسة صمودك تلقت أبجدية التغاريد ومن زغاريد نسائك لدى سقوط كل شهيد جديد تعلمت كيف تنتزع أنغام النصر كي تفجرها أنهاراً وسط صحارى اليأس.
دارت الأرض واضطربت الأجرام السماوية ولم أكن منتظراً شروق الشمس لأنني كنت أظنها منشغلة بحياكة ثوبها الأسود وظننت أنها حسمت أمرها في ارتدائه حزناً على شهدائك الذين تناثرت أشلاؤهم هنا وهناك وكان حجم المفاجأة كبيراً لأن الشمس قد حضرت في الموعد المحدد وقد وضعت على رأسها طرحة الفرح، إنه عرس الرجولة والكرامة والشهادة وأنت ياسورية الإباء وحدك المتوجة فوق عرس الأمان والوفاء والعزة.
كل صخرة هتفت باسمك ياسورية
كل صوت صدح عالياً باسمك يا قائدنا الأغلى..
كل رفة أمنية وكل خفقة فؤاد للعلم الذي ضم شمل البلاد، كانت برداً على المحب الصادق في ولائه وانتسابه إلى معدن رجولتك وهو أنفس معادن الأرض قاطبة،كانت في الوقت نفسه ناراً على أكباد أولئك الأنذال الذين أضمروا لك الشر وعاثوا فساداً وتخريباً ومكائد..
وأولئك الذين أضمروا لك الحقد.. واختاروا إغلاق أفواههم خشية إغضاب أسيادهم خوفاً على كراسيهم المهزوزة.. وفتحوا شاشات فضائياتهم لتنفث سم التآمر.. وفتاوى القرود!!.