تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


امرأة من بلدي ...أم يوسف في ضيافة الثورة.. كونوا يداً واحدة ياشباب

مجتمع
الأثنين 25-4-2011م
غانم محمد

لا أعرف من أين أبدأ الحكاية مع مَن أعطت للحكاية طعماً ولوناً مختلفين، وألبست البلاغة ثوب بساطتها وزيّنت هذا الوطن بصدق أبنائه..

نعم هي نفسها التي حملت صورة السيد الرئيس في المسيرة المليونية التي خرجت بها محافظة طرطوس في آذار الماضي تأييداً للوطن وقائده وتعبيراً عن التمسّك بالثوابت الوطنية وراحت تقول بعفوية كلّ من هم في عمرها: يا شباب حبّوا بعضكم، كونوا (إيد بإيد) الله ينصرك يا بشار يا غالي يا ابن الغالي..‏

أتمنى أن أقبّل الأرض‏

التي يمشي عليها بشار الأسد‏

هي أم يوسف، التي أصبحت مضرب المثل بالوفاء والوطنية وهي التي لم تعرف المدرسة لكنها حملت أعلى الشهادات في الكفاح من أجل تربية أولادها ومتابعة تحصيلهم العلمي العالي فأطعمتهم من سهر لياليها وسقتهم من عرق جبينها وزرعت فيهم الوطن بأحلى صوره وأبهاها..‏

اسمها جميلة علي علي وعمرها (80) سنة لها خمسة شباب وثلاث بنات وجميعهم متزوجون ومتزوجات، حملت همّهم باكراً بعد أن لبّى زوجها نداء ربّه منذ زمن فكرّست حياتها من أجلهم، تعبت وتعذّبت ولكنها في النهاية حققت حلمها ورأت أولادها في أحسن حال كما تقول..‏

التقيتها في بيتها المتواضع في حي الرادار جنوب مدينة طرطوس، قبّلتُ في يديها الوطن الذي حملته رسالة وعقيدة وإيماناً، جدران غرفتها مزّينة بصور السيد الرئيس بشار الأسد والقائد الخالد حافظ الأسد وعلم سورية وصورة المجاهد الشيخ صالح العلي والمجاهد الشيخ صالح العلي الخيّر (جدها)، وكلّ ما في هذه الغرفة يعبق بالعزة والفخار..‏

تمنّيتُ لو أنّ بإمكاني أنقل كلامها على بساطته وبالعامية الجميلة التي تحدّثت بها لأني شعرتُ وأنا أُلبس كلامها الثوب الفصيح أنني أجرّده من الكثير من دفئه ونبضه فهل تعذرنا أم يوسف؟‏

قالت أم يوسف: يا ابني، أتمنى أن يسمعني كل شباب هذا الوطن ويعرفوا أن الوطن للجميع وأنه بحاجة لجميع، وأقول لهم: حافظوا على هذا البلد الجميل ولا تخرّبوه، لقد تعبنا كثيراً حتى أصبح الوطن بهذا الجمال وبهذا الخير فلماذا يحاول البعض تخريبه؟ ماذا يريدون؟ هل يعرفون معنى الحرية التي يطالبون بها؟ هل تأتي الحرية من أعداء الوطن؟ يا أولادي كلكم في عيني وكل واحد فيكم كأنه ابني لكن والله العظيم أنا زعلانة من الذين يخرّبون ويضايقون الناس بتصرفاتهم المأجورة ولهؤلاء أقول: أنتم لستم منّا..‏

أم يوسف مضت في حديثها فقالت: هذا الوطن الذي بناه القائد الخالد حافظ الأسد ويتابع المشوار الرئيس بشار الأسد هو أغلى من أرواحنا وأولادنا وكل ما نملك ولا قيمة لنا دون الوطن، الوطن هو بيتنا الكبير فهل يخرّب الإنسان بيته؟‏

يا شباب سورية، عليكم أن تساعدوا الرئيس على تحقيق الإصلاحات التي وعد بها وأن تضحّوا من أجل مكتسبات البلد التي بذلنا في سبيلها العرق والدم... تعرضت سورية أيام سيدي حافظ الأسد للكثير من الضغوط لكن محبة الناس لبعضها البعض وللقائد الخالد مكّنته من التصدي لكل هذه المؤامرات والآن علينا أن نقوم بالدور نفسه.. نحن مقصّرون بحق بلدنا وعلينا أن نحترم بعضنا البعض حتى يحترمنا الآخرون، وعندما نتحدّ يقوى الوطن ويكبر، الحبّ هو السياج الذي يصدّ المؤامرات الخارجية...‏

سألتها عن ذاك الحضور الآسر لها في مسيرة طرطوس والكلام الجميل الذي قالته وهي تضمّ صورة الرئيس بشار الأسد على قلبها فقالت: والله يا ابني أنا أحبّ السيد الرئيس كثيراً كما كنت أحبّ والده وقد تمنيّت أن أقبّل الأرض بين قدمي الرئيس الخالد حافظ الأسد ولم يطعمني الله تحقيق هذه الأمنية لكن إن شاء الله يطعمني إياها الآن وأقبّل الأرض التي يمشي عليها السيد الرئيس بشار الأسد، ما قلته في المسيرة خرج من قلبي دون أي تحضير ولم أكن أعلم أن هناك من يصوّرني، أتمنى من الله ومنكم أن تربّوا أولادكم على حبّ الوطن ويكون الجميع يداً واحدة ضدّ أعداء الوطن، نحن في سورية عائلة واحدة لا نعرف الطوائف ولا المذاهب كلنا سوريون وعندما حررنا بلادنا من المستعمر الفرنسي هل كنّا نفكّر بالطائفية...‏

(شو هوي الوطن) الوطن يا ابني هو أنت وأخوك وابن عمك فلماذا يحاول البعض تخريبه، بلدنا كله خير بلدنا هو المحبة وأنا أقول للذين تعرضوا للتغرير يا أبنائي عودوا إلى رشدكم فالوطن بحاجة لكم جميعاً.‏

العدوان الثلاثي‏

أذكر العدوان الثالث على مصر (تقصد الثلاثي) وكيف جاءت بارجة كبيرة محملة بالأسلحة لتقضي على مصر وجمال عبد الناصر... فكّروا كثيراً فكان الحل لدى البطل السوري الكبير جول جمال الذي علّم العالم كيف يكون الفداء وكيف تكون التضحية... كنتُ صغيرة ولكني أذكر هذا الأمر وأفتخر بأن جول جمال من سورية ويجب أن يكون قدوة لشبابنا فيفتدون وطنهم بأرواحهم..‏

ومع الفرنسيين!‏

تتذكر أم يوسف أيام الاحتلال الفرنسي مع تنهيدة كبيرة: كنا عندما نرى أي (دركي) فرنسي نختبئ لأنهم كانوا يحاولون إهانتنا وإذلالنا، كنا نتعب طوال السنة في زراعة القمح والشعير والذرة ونحصد الموسم وعندما نجمعه على البيادر تأتي الدوريات الفرنسية لحمايته من أصحابه فلا يسمحون لنا أن نأخذ أي شيء منه فكان الأهالي وتحت ضغط الجوع والفقر يحاولون ليلاً مغافلة الجنود الفرنسيين من أجل الحصول على القليل من القمح وفي إحدى المرات عرف الفرنسيون أن زوجي جلب بعض القمح فجاء (التحصيل دار) وضربه بقسوة وبعد أن خرج الفرنسيون من سورية كان لهذا (التحصيل دار) ولد مهندس وقد زار أولادي فرأى عندنا (دجاجاً مصرياً) فقال: إن أبي يحب هذا النوع من الدجاج وسيأتي ليأخذ دجاجة منها، وفعلاً جاء واسمه (درويش) لكن زوجي لم يعطه دجاجة وذكّره بما فعله عندما كان يتصرف مستعيناً بنفوذ الفرنسيين...‏

حياة مرّة‏

تعذبتُ كثيراً في حياتي التي كانت مرة كالعلقم، والحمد لله الذي منّ علينا بالخير الوفير في ظل قيادة الرئيس الخالد حافظ الأسد ومن بعده الدكتور بشار الأسد ولهذا أقول للشباب: حافظوا على هذه النعمة، بلدنا جميل وقائدنا رائع وسينتصر بإذن الله على كل من يعاديه..‏

الله يرحم شهداءنا جميعاً ويحمي هذا البلد وسورية يا ابني هي أمكم جميعاً فهل يسيء الولد لأمه؟‏

أعتذر مرة جديدة من الخالة أم يوسف لأني وبكل صراحة لم أستطع أن أنقل كلامها بذات المشاعر المنبعثة منه ومنها وقبلة منّا جميعاً لها لأنها وبكل صدق ووفاء قدّمت لنا الرسالة الأبلغ والفهم الأوضح للوطن والمواطن دون تعقيدات ودون فلسفة... هي أمّ وتعرف ما معنى أن يعاملها أبناؤها بقسوة، ولهذا طلبت منّا أن نحبّ أمنا سورية التي تعبت علينا وأرضعتنا من خيرها..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية