الشخصية الأولى تعيش في باريس وهي الصحفية التلفزيونية ماري (سيسيل دي فرانس) التي تعيش حالة ذهول اثر عودتها من تايلاند بعد تعرضها للتسونامي، إذ نجت ماري من الموت و لكنها عاشت تجربته لثوان، فرأت ضوءا و خيالات موتى ، الرؤية التي لأزمتها مع عودتها لوطنها و أثرت بشكل سلبي على عملها و على حياتها العاطفية ، و مع انعدام من يستطيع فهم ما تقوله سافرت إلى سويسرا حيث التقت اختصاصية أكدت لها بأن ما عاشته الحياة الآخرة و أقنعتها بتدوين تجربتها في كتاب .
ربما كان جورج(مات دامون) الذي يعمل في مصنع في سان فرانسيسكو هو الأقدر على فهم ما مرت به ماري، إذ إنه كان يعمل وسيطا روحيا بسبب قدرته على التحدث مع الموتى، و لكنه توقف عن هذا العمل المتعب نتيجة الضغوط العاطفية، من قبل من فقدوا أحبابهم و أحيانا بسبب الأسرار العائلية التي تتكشف نتيجة حواراته الغيبية هذه، كما في حالة ميلاني ،زميلته في دورة الطبخ التي كانت تبادله الإعجاب، غير أن حواره مع روح والدها أدى إلى كشف أسرار محرجة لها و النتيجة ابتعادها عن حياته، و وسط يأسه قرر السفر إلى لندن عله يبدأ حياة جديدة.
وفي لندن تعيش الشخصية الثالثة و هي ماركوس (فرانكي ماكلارين) الذي كان يعيش مع أخيه التوأم جيسون و أمه مع محاولات تهرب الثلاثة من مجموعة الخدمة الاجتماعية الساعية لإبعاد الأم عن ولديها بسبب إدمانها للكحول و المخدرات ، و يتعرض جيسن لحادث يودي بحياته تاركا أخاه في حالة حزن عميق تزداد مع إبعاده عن أمه و إقامته مع عائلة أخرى، و لا يجد الفتى السلوى إلا في محاولات فاشلة للحديث مع أخيه عبر مشعوذين يسمون أنفسهم وسطاء روحيين، و تدله شبكة الانترنيت على جورج الأميركي و لكن كيف له أن يلتقيه؟
فيلم الحياة الآخرة من إخراج كلينت ايستوود الذي وضع موسيقاه أيضا ما أضاف الكثير إلى عالمه الغريب ذي الشفافية العالية.