من خلال تدريبها وتأهيلها لتعتمد على نفسها واقامة مشروعات صغيرة تسهم في استقرارها ماديا وتؤمن دخلا ثابتا لها وتأخذ دورها في المجتمع.
وأثمرت هذه المشروعات في خلق نوع من الحراك الاقتصادي بالنسبة للقرى التي تم تحديدها كهدف للمشروع حيث تم اكساب النساء الريفيات في القرى المستهدفة مهارات عديدة لربطهن بسوق العمل وتوفير القدرة الفنية والادارية لتحسين مستوى معيشتهن من خلال الاعتماد على النهج التشاركي وتكريس الوعي بين النساء الريفيات حول مزايا العمل كمجموعات اضافة الى برامج محو الامية ومهارات حياتية وحملات توعوية واعلامية شاملة من خلال الافلام والبرامج التلفزيونية والندوات على مستوى المجتمع المحلي.
وقالت المهندسة جورجيت عزيز مديرة فرع التنمية الريفية في الحسكة ان الفرع حدد مجموعة أهداف انطلق منها لتأهيل النساء حيث عمل على محو أمية النساء في القرى المستهدفة من خلال دورات محو الامية التى التحقت بها 925 امرأة في 15 قرية واخضاع النساء لدورات في مجالات الحلاقة النسائية والخياطة بغية توليد مشروعات صغيرة مدرة للدخل لافتة الى أن الفرع اشرك النساء الريفيات في الدورات التي نفذت في مجال التوعية البيئية والنوع الاجتماعي ودورات الصحة والاسعافات الاولية والبالغ عددهن 178 امرأة.
وشكل المشروع في القرى العشرين التي تم تحديدها كقرى هدف لجاناً للتنمية بحيث تشارك النساء في تحديد المشكلات والاحتياجات والاولويات والحلول المناسبة لقراهن كما تم اشراكهن في لجنة التمويل والاقراض عبر صندوق الاقراض الدوار الذي تم احداثه في قريتي الرشيدية الشرقية والمناجير كمرحلة أولى وسيشمل عشر قرى عام 2011.
من جهتها بينت المهندسة ريتا الجلاد رئيسة دائرة المرأة الريفية في مديرة الزراعة بالحسكة أن الدائرة نفذت 518 دورة في المجال الزراعي والاجتماعي والصحي والبيئي و1070 زيارة حقلية و13 دورة لصناعة الالبان والاجبان وحفظ الخضار والفواكه وصناعة الخيزران وتأسيس المشروعات وتنمية المجتمع المحلي وتنفيذ مشروع تمكين المرأة والحد من الفقر في القرى المتضررة من الجفاف والبالغ عددها 85 قرية.
واوضحت الجلاد أن الدائرة مولت 355 امرأة في القرى المتضررة من الجفاف بقروض صغيرة لاقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة بهدف تمكين المرأة الريفية في هذه القرى ومساعدتها على تحسين مستوى المعيشة مضيفة ان قيمة القروض التي تم تقديمها للنساء تتراوح بين 100 الى 120 الف ليرة بلا فائدة يتم سدادها على أربع سنوات بمعدل أربعة أقساط وسيتم توظيفها ضمن مشروعات اقتصادية وتجارية وزراعية.
بدورها قالت زينب احمد الفياض احدى المستفيدات من قروض تربية أغنام وأبقار ان القروض المقدمة من قبل الدائرة عملت على اعادة الثقة للمرأة في الريف وأسهمت بشكل كبير في تأمين مورد دخل ثابت ورفع الوعي لدى النساء الريفيات ونظمت عملهن من خلال ما قدمته الدائرة من معلومات ودورات عززت قدرة المرأة على ادارة هذه المشروعات الصغيرة.
ولفتت مها محمد سليمان صاحبة مشغل خياطة في قرية التوينة بالحسكة الى ان مشروعها خلق فرص عمل لعدد من النساء في القرية واسهم في استقرار الاسرة ومواجهة ظروف الجفاف التى مرت بها المحافظة خلال السنوات الماضية.
وبين المهندس محمد الدرويش مدير مكتب تنمية البادية أن البند الاجتماعي للمشروع لاقى اقبالا كبيرا من المجتمع المحلي في البادية حيث حققت الدورات المنفذة في مجال محو الامية نسبة نجاح وصلت الى 87 بالمئة بمعدل 2374 متدربا ومتدربة وسهلت اقامة العديد من الدورات الاخرى التي عمل المشروع على تنفيذها.
وقام مكتب تنمية البادية منذ بداية المشروع عام 2001 لتاريخ اليوم بتنفيذ 169 دورة لمحو الامية التحق بها 3644 متدربا وخضعت 667 امرأة لدورات الصحة الاسرية و 264 متدربة في مجال الخياطة و80 متدربة في مجال التريكو و 723 مستفيدة من دورات الصناعة الغذائية و108 نساء مستفيدات من دورات الصناعة اليدوية.