وقال الفنان البيك: إن أعمالي تنبه إلى المآسي التي خلفتها الحروب الأميركية بدءاً من موت وإصابة وتشويه ملايين البشر بعد إسقاط قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناكازاكي عام 1946 وانتهاء بغزو العراق الذي خلف أعداداً لا تحصى من القتلى والمهجرين مضيفاً ان هذه الأعمال تبين أن هناك قوى تملك الأسلحة المتطورة لغزو العالم واختلاق الحروب انطلاقاً من مصالحها وليس بهدف نشر الديمقراطية أو حماية الإنسان.
وقال الناقد الفني طلال معلا :« يمكن قراءة أعمال البيك ضمن إطار فن الحدث بشكل عام وإطار التحولات التي تطول الفن في العالم حالياً ، والقراءة الأولى لهذا النوع الفني تنفي الحالة الزخرفية والأيقونية من الفن للخروج إلى موقع يطول السياسة والأحداث واهتمامات الفن الأساسية التي خرجت شيئاً فشيئاً من محتواها العام لتصبح فنوناً لها اهتمامات في المذاهب والمدارس التي تعاقبت على فن الحداثة بشكل عام فهذه الفنون تقطع العلاقة مع التاريخ ومع الماضي لتؤسس لفنون ما بعد الحداثة » .
ويضيف معلا إن ما يميز النوع الفني الذي يقدمه البيك هو الصلة مع المشاهد وإمكانية استخدام الميديا والصورة والحركة بمعنى أن هناك زمناً معيشاً وليس زمناً افتراضياً.
ومن جهة اخرى تبرز مجموعة لوحات الفنان الضوئي نصوح زغلولة الذي استطاع إظهار البنية الجمالية للوحة الفوتوغرافية بالاعتماد على اللونين الأبيض والأسود حيث وصف زغلولة لوحاته الغرافيكية بالرحلة البصرية لتوضيح العلاقة بين الجسد الإنساني وحارات الشام القديمة وقال: لا يوجد فرق بين ضوء الإنسان وضوء الحارة الدمشقية ضمن كادر الظلمة النقية الذي يحيط بكل منهما.
ورأى الناقد معلا أن هذه الصور الكلاسيكية القديمة التي أعاد فيها الفنان زغلولة ترتيب عناصره البشرية بدت وكأنها محشورة في الظلمة وهذا ما خلق منها موضوعاً جديداً وأتاح بالتالي للجمهور قراءتها بشكل مختلف.
وعن أحد أعمال الفنان زغلولة التنصيبية أوضح معلا أنها تمثل لحظة خشوع أو دقيقة صمت كما سماها أمام الوردة الدمشقية تعكس حالة من فقدان الأمل التي يحاول التعبير عنها وقال: « هذه الوردة التي هي مثال للزينة جعلها زغلولة مادة للرثاء بالاعتماد على خلفية من التصوير الفوتوغرافي لحارات دمشقية وامتداداً لخلفية حمراء للورود المسودة».