بالرغم من إصغاء الرئيس الأميركي بوش إلى انتقادات موسكو بخصوص خطة الدرع الصاروخي المزمع قيامها في جمهوريتي التشيك وبولندا, وخلال لقائه مع زعماء حلف الناتو, وصف المسؤولون بوتين أنه (مستعد للقتال لكنه مراع لحقوق الآخرين ومشاعرهم) وانتقد في الوقت نفسه تعهد حلف الناتو بجعل أوكرانيا وجورجيا عضوين جديدين في هذا الحلف.
وأكد بوتين بلهجة حادة أن الناتو (لا يستطيع أن يضمن أمنه على حساب أمن البلدان الأخرى) ورفض بوتين بشدة خطط حلف شمال الأطلسي ونشر الدرع الصاروخي الأميركي في أوروبا.
وفي مؤتمر صحفي بعد انتهاء أعمال قمة الحلف في بوخارست, قال بوتين إن استمرار عملية توسع الحلف تمثل عقبة في طريق التعاون ,ولا تأخذ في اعتبارها مصالح روسيا, وأننا سننظر إلى تشكيل معسكر قوي عند حدودنا على أنه خطر مباشر محدق بأمننا.
لكنه عبر عن اعتقاده أنه من المستحيل العودة إلى الحرب الباردة, أي عدم العودة إلى الماضي.وحذر قادة دول الناتو من محاولة بعض الدول الاصطياد في المياه العكرة.وكان وزير الخارجية الإسباني انخيل موراتينوس ذكر أن الرئيس الأميركي جورج بوش قال لبوتين خلال القمة إن: (الحرب الباردة قد انتهت).
لقد كان الرئيس الروسي المنتهية ولايته في حواره مع قادة دول الناتو (منفتحاً جداً وبناء جداً) ولا حظ الجميع الصراحة التي تمت بها مناقشة الأمور والقضايا بشكل منفتح وجريء, إذ كانت روح التفاهم سائدة. وطالب بوتين قادة دول الحلف بفتح الباب أمام صادرات السلاح الروسية لبلدانهم.وبخصوص الدرع الصاروخي الأميركي أكد بوتين أن الولايات المتحدة استمعت بانتباه للمخاوف الروسية تجاه المشروع ,وهذا أمر مشجع لأن أميركا وقادة دول الحلف تفهموا مخاوف روسيا تجاه أمنها القومي من هذا المشروع. وذكر مسؤول روسي أن بوتين أعرب خلال المحادثات عن استعداده لتسوية بخصوص معاهدة نزع الأسلحة التقليدية في أوروبا مقابل تنازلات محددة من الناتو.
أما فيما يتعلق بالملف الإيراني, فقد أعلن بوتين أن موسكو ستواصل تعاونها النووي مع إيران مؤكداً التزام موسكو بتعهداتها مع طهران لبناء مفاعل بوشهر النووي,ولفت انتباه قادة دول حلف الناتو إلى أن برنامج إيران النووي هو برنامج نووي سلمي يسعى لخدمة الأغراض السلمية في إيران. وأن روسيا تتعاون مع مجلس الأمن بشكل بناء بخصوص هذه الأزمة. وأيد بوتين عقد مؤتمر باريس الذي سيراجع التقدم على صعيد الأوضاع في أفغانستان ودعم الجهود الدولية, كما أكد دعمه لمساعي منع انتشار أسلحة الدمار الشامل ,ولاسيما في منطقة الشرق الأوسط, وعبر عن استعداده للتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لدعم قوة حفظ السلام في دارفور.
أما الأمين العام لحلف الناتو السيد- ياب دي هوب شيفر- فقد قال: (إن المحادثات مع بوتين كانت صريحة ومفتوحة وجرت في أجواء إيجابية. وأقر -شيفر- في تصريحات للصحفيين بعدم تحقيق أي تقدم خلال المحادثات, وأكد أن موضوع توسيع الناتو يبقى من المشكلات العالقة, ولاسيما أن فرنسا وألمانيا قد عبرتا عن رفضهما للدعوات الأميركية بالسماح لجمهوريتي جورجيا وأوكرانيا اللتين كانتا تابعتين للاتحاد السوفييتي السابق بالانضمام للحلف.