إذ لو وجدت معارضة من الإعلام, أو حزب معارض
, أو حزب يساري مسالم, لحال ذلك دون التمادي في الإعداد لعدوان سافر ثالث يزمع القيام به نظام بوش.
بتاريخ 30 آذار أشارت وكالة الأنباء الروسية ( نوفوستي) إلى معلومات استخباراتية تلقتها تقول بوجود استعدادات عسكرية أميركية للقيام بهجوم بري وجوي على ايران. وصرح الكولونيل الروسي ليوندا ايغاشوف أن البنتاغون يخطط للقيام بضربة جوية على البنى العسكرية الإيرانية في المستقبل القريب. كما وسبق أن صرح رئيس هيئة الأركان الروسي يوري باليفسكي في شهر تشرين الثاني الفائت, أن القوات العسكرية الروسية جاهزة للرد على أي عدوان أميركي عليها إلا أن القوات الروسية ليس لديها الإستعداد للدفاع عن العالم بأسره ضد العدوان الأميركي.
وبتاريخ 29 آذار ذكرت OPED NEWS أن صحيفة عكاظ بعددها الصادر في 22 آذار (أي في اليوم التالي لزيارة تشيني للسعودية) (أن مجلس الشورى السعودي سيضع خططاً قومية للتعامل مع أي أخطار نووية مفاجئة قد تؤثر على المملكة تحاشياً لآثار أي هجوم محتمل على محطة بوشهر الايرانية). وعندما نفى الادميرال وليام فالون وجود نية اميركية للهجوم على ايران تم اقصاؤه عن القيادة ما مهد الطريق لتشيني في المضي بخططه الرامية لشن الهجوم.
يبدو أن الايرانيين مازالوا غير قانعين أن هجوماً قد يقع علىهم على الرغم من معرفتهم بوجود الغواصات النووية الأميركية, وحاملات الطائرات في الخليج, ونشر الولايات المتحدة مضادات الصواريخ لحماية قواعدها في المنطقة لصد أي قذائف ايرانية محتملة.
لقد كان لقبول الشعب الأميركي وأجهزة الإعلام للتفسير الذي قدمته الحكومة الأميركية لأحداث 11/,9 وعدم اتخاذ أي إجراء من الحزب الديمقراطي بحق بوش جراء خداعه وأكاذيبه التي تقدم بها إلى الكونغرس والشعب الأميركي لتبرير غزوه للعراق عاملاً مشجعاً لتشيني في التخطيط لشن هجوم على ايران.
يبدو أن ما يعده بوش اليوم يماثل الأسلوب الذي اتبعه هتلر في الحرب العالمية الثانية عند احتلاله لبولندا, بعد ترتيب أحداث مفتعلة توحي بوجود هجوم بولندي على محطة إذاعة المانية,حيث تنكر في ليلة 31 آب 1939 مجموعة من النازيين بزي الجنود البولنديين , واستولوا على محطة إذاعة في ألمانية, ليعلن بعدها هلتر أن مجموعة بولندية عبرت الحدود وهاجمت ألمانيا, لكن الناس لم يصدقوا تلك الكذبة لأن غزوه لبولندا في اليوم التالي بدعوى الإنتقام من الهجوم البولندي كان واضحاً أنه أمر مخطط له منذ عدة شهور, وعلى الرغم من عدم تصديق مثل تلك الأكاذيب فقد عمد بوش إلى غزو العراق بإدعاء وجود أسلحة الدمارالشامل.
إن ايران بلد جميل, آخذ بالتطور, له حضارة عريقة, لم يعتد على أي بلد, ووقّع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي تجيز له تنفيذ برامج نووية سلمية,لكن يبدو أن (بوش) يرغب بسلبه هذا الحق الذي أقرته تلك المعاهدة.
أكد مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراراً وتكراراً أنه ليس ثمة من دليل على قيام ايران بتطوير برامج للأسلحة النووية, كما لم يثبت أن الإدعاءات الكاذبة التي أطلقها الجنرال الأميركي (بتريوس) وبعض العسكريين في نظام بوش من أن ايران تسلم أسلحة للعراقيين الذين يقاومون الاحتلال الأميركي, إذ لو صحت أقوالهم لتمكنوا من إسقاط المروحيات وتدمير الدبابات الأميركية, الأمر الذي يشكل دليلاً على كذب تلك الإدعاءات.
إن الغزو الأميركي أفضى إلى تدمير العراق, والقضاء على بناه التحتية من كهرباء وماء وصرف صحي ومراكز الرعاية الطبية ومدارس, واستخدام اليورانيوم المخصب الذي ترك آثاره الضارة بادية على السكان وعلى القوات الأميركية ذاتها, وجعل العراق يعاني من أوضاع اقتصادية بائسة جداً, حيث نجد إن أكثر من نصف الشعب عاطل عن العمل, ولا توجد عائلة عراقية لم تبتل بموت أو إصابة أحد أفرادها نتيجة لهذا الغزو,وأصبح ملايين العراقيين مشردين في الداخل والخارج.