تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وجهة نظر....بعد تعديل قانون العقوبات الاقتصادية...هل يطبق مبدأ المحاسبة..?!

مجلس الشعب
الأثنين 21/4/2008
إن الادارة المعاصرة بمفاهيمها المتطورة وأساليبها المتقدمة لاتتبدى آثارها في الواقع الا من خلال اداء متميز لرجال الادارة,

ومن ثم فإن نجاح الادارة في تحقيق اهدافها يتوقف الى حد بعيد على ممارسات المديرين انفسهم وإن ما نعنيه بالادارة في ايامنا هذه يختلف جذريا عما كان منذ ثلاثين او اربعين سنة, فقد تطورت الادارة, من مجموعة من المبادئ والقواعد المستمدة من خبرات رجال الاعمال والمديرين الاوائل وتجاربهم حصيلة معارفهم الذاتية فأصبحت الآن مجموعة متكاملة من المنطلقات العلمية التي تمثل مزاجا متوافقا من علوم اجتماعية وطبيعية مختلفة صهرتها التجارب العلمية والدراسات وطوعتها بشكل نظريات وتقنيات اكثر تقدما وتطورا.‏

من كل ما اشرنا إليه نقول إن الحياة اليومية تتشكل في كل نظام من صراعات السلطة التي ترتبط بتحقيق الطموحات الشخصية للفاعلين.‏

ويلاحظ أن الافراد والجماعات المختلفة في تأهيلها ووظائفها لديهم اهداف غير متطابقة اذ لكل واحد رؤيته , فمن ينظر لواقع مؤسساتنا وحالة الفراغ والبطالة المقنعة للموظفين, وحالة الفساد والابتزاز للبعض الآخر وحالة فراغ الخبرات وضعف التجديد وحالة الترهل, وضعف الانتاجية و الحاجة للتجديد في الشكل والمضمون والاجرائيات والمصداقية وآليات التعيين وحالات الوصول للاهداف الادارية يجد بسهولة ان كل توجهات الاصلاح الاداري سقطت امام حاجز الروتين والبيروقراطية والتعقيدات وضعف آليات التفكير والتخبط في التوجهات الجديدة منهجا وممارسة وفلسفة لدرجة القول إن التطوير الاداري يلبس فكر وثقافة الادارة التقليدية ويحاول ان ينطلق من ثوابتها وبالتالي هذا يصيب الاصلاح الاداري المترهل اصلا بفعل غياب المرجعية والمتابعة, والرؤية والآليات وعدم المصداقية.‏

هذه الرؤية للادارة ومسألة إصلاحها تقودنا للقول إن الفساد الذي تغلغل بفاعلية عظمى في مختلف المؤسسات والدوائر لا يمكن وضع المسؤولية عن حدوثه على عاتق الادارات فحسب, بل هو مرتبط بجوانب اخرى وعوامل من داخل عمل هذه الادارات ومن خارجها ايضا ,وهو حالة طالت معظم جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية, بل والاخلاقية في غياب الرقابة الفعالة, والمتابعة الجادة والمحاسبة الصارمة وفي غياب مقصود أو غير مقصود لعمليات التقييم والتقويم الشاملة والمعدة في برامج لها صفة قانونية وليس ذلك فقط, وانما غابت في ظل فوضى شبه شاملة وبيروقراطية مغلقة سلطة القوانين, وان تمت بعض عمليات المراجعة والمحاسبة فإنما كانت تحدث بعد فوات الاوان وغالبا ما كانت تطال العناصر ذات المسؤولية الصغرى ولايغيب عن البال أن ظاهرة الفساد ارتبطت الى حد كبير بسياسات التعيين والندب والفرز.‏

إن ظاهرة الفساد الاداري لم تعد خفية على أحد وتجلياتها كثيرة وأخطر ما فيها ان السلوكيات التي انتجتها قد انتقلت الى جوانب الحياة الاجتماعة كافة ونثرت بذورها بحيث ارتبطت بها ثقافة, اهم سماتها الوصول إلى اهداف بأية وسيلة ممكنة وغالبا ما تكون بوسائل ابرز ما توصف به انها تعتمد التملق عند اصحاب القرار اعتماد الوشاية, والرشوة, وسيلتان للوصول اقترنتا بعناوين براقة.‏

إن عملية الاصلاح الاداري .. عملية معقدة وطويلة الأمد تعتمد على تحديد الاهداف الجزئية والكلية بدقة متناهية نظرا لكون الاصلاح الاداري مدخلا للاصلاح الاقتصادي والاجتماعي فهو بحد ذاته سياسة, ونشاط, وجهد مشترك تتآلف فيه المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية, بغية إحداث تغيير في مفهوم الثقافة والعلاقات الادارية والسلوك الاداري المعرفي.. فلاشك ان الاصلاح الاداري يبنى على خطط مدروسة من خلال المراحل التالية.. دراسة الواقع وتحديد مظاهره وابراز أهم السمات السلبية اداريا واقتصادياو سياسيا وديمغرافيا.‏

اما المرحلة التالية فتتمثل في صياغة استراتيجية واضحة المعالم, ذلك لتعبئة طاقات الناس وبلورة وسائل الاصلاح ثم الانتقال الى مرحلة التنفيذ التي تفضي الى رفض الواقع وطرح البديل وهي ترتبط بدوافع الاصلاح الاداري, وبالمستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والديمغرافية والسلوكية ومنها ضخامة حجم الفساد الاداري من خرق للقوانين والانظمة وضعف العمل المؤسساتي وعدم الاستخدام الامثل للموارد ومركزية القرار والروتين والتضخم الوظيفي وعجز الموازنة وانخفاض الانتاج.. وضعف نمو الموارد البشرية..‏

إن مبدأ المحاسبة هو احد الطرق المثلى للقضاء على الفساد الاداري حيث لايعقل ان نترك اولئك الذين يعبثون بالادارات, وينهبون الثروات دون ان نحاسبهم كونهم يشكلون عائقا رئيسيا امام تطوير الأداء الاداري واصلاحه ,هذا الاصلاح الذي يصطدم بثقافة وعقليات سائدة تمنع عنه الروح الحقيقية للاصلاح على الرغم من الصيحات التي تطلق من هنا وهناك الداعية لمتابعة عمليات الاصلاح الاداري الذي مازال يشكل عائقا رئيسيا امام الاصلاح الاقتصادي, لكننا سنواجه الفساد بكل اشكاله كي نصل الى اصلاح اداري حقيقي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية