تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الثروة الحيوانية في الرقة .. مهددة بالجوع.. والأعلاف مشكلة مزمنة

مراسلون
الأثنين 21/4/2008
محمد جاسم الحميدي

حظيت الزراعة في شقيها النباتي والحيواني بالاهتمام, لكن بالرغم من هذه الحظوة, بل بسببها لأنها كانت حظوة منقوصة فإننا في أعوام كثيرة عرضنا قطيعنا من الثروة الحيوانية للجوع, ولغياب الأعلاف, ولكن الغياب وإن استمر سابقا- إلا أنه كان جزئيا, بسبب هطول الأمطار , وتوالي نمو نبات العشب في محمياتنا الرعوية, وفي بوادينا, وبسبب تزايد انتاجنا من الحبوب وغيرها لكن هذا العام كان قاصما للظهر, فمع انحباس الأمطار هاجمنا الصقيع فأحرق كل نبتة في الأرض..

مشكلات الأعلاف أصبحت مشكلات مزمنة, تتكرر كل عام ومع أنها تتكرر فإنها لم تعالج معالجة جذرية وحين نعالجها فإننا نأتي دائما بعد فوات الأوان كما هي العادة , فحتى لو جاءتنا الأعلاف التي تعاقدنا عليها مع مصر التي ستصلنا ابتداءً من الشهر الرابع( نيسان) فالضرر وقع حقا ونجد أن الأغنام بدأت ومنذ أكثر من شهر تأكل بعضها بعضا, ستقولون إننا نبالغ فالأغنام تموت لكنها لا تأكل بعضها..!‏

الخراف بالتراب واللحم بالنار..‏

جاء عدد كبير من سكان البادية, وتحديدا من بادية معدان, فأقاموا خيامهم شمال الرقة, وبهذا فقد أصبحوا قريبين من الماء ومن المزروعات ومن المدينة أيضا, وبهذا فإنهم يضمنون قضاء حاجاتهم وحاجات أغنامهم, وبالمصادفة انتشرت خيامهم شمال مبنى المؤسسة العامة للأعلاف, وشرقها وغربها وكأنهم يحاصرونها أو كأنهم يتبركون بها, أو يستجيرون, ولم تنفعهم البركة ولا الاستجارة ولا المحاصرة فقد اضطروا أخيرا للاعتماد على أنفسهم فقط.. وقد وصلوا بعد مشوار طويل إلى أن يكونوا هم وقطعانهم في الحضيض..‏

المربي سليمان الأسعد القادم من بادية معدان ( عتيق) قال لنا: من 1200 رأس من الأغنام بقي لدي 261 رأسا , وثمن النعجة مع رضيعها بين 1500 إلى 2000 ليرة سورية لقد بلغ عمري نحو 67 سنة إلا أنني لم أر سنة مثل هذه السنة يموت لدينا نحو 4 إلى 5 نعاج يوميا من الجوع.‏

المربي محمد الأحمد من بادية معدان (جديد) قطيعه يصل إلى نحو 400 رأس يقول: لا نعلفها إلا التبن والنخالة ويقدر محدود ثمن طن التبن الأبيض 13 ألف ل.س وطن النخالة 19 ألف ل.س, والحلال يأكل بعضه بعضا, فيعجل بموته وقد تناقص قطيعه فهبط من 400 إلى نحو 350 رأسا فهي إما أن تموت أو نبيعها لنصرف على بقيتها, فإن بعناها فإنها تموت أيضا بالنسبة لنا, إذ يتم دبحها فلا أحد يشتري الحلال حاليا إلا من أجل ذبحه وليس لاقتنائه.‏

لقد أصبح الناس يشترون الدواب مباشرة من أصحابها لذبحها, ذلك أن اللحم لم يهبط سعره في المحال وبقي كيلو اللحم بسعر 300 ل.س بالرغم من أن ثمن الغنم أصبح بالماء أو بالتراب, فالنعجة مع رضيعها بين 1500 إلى 2000 ل.س. منذ نحو أسبوع فقد هبط السعر إلى 280 ل.س لكنه مازال غاليا في المحال, وفي خارجها يصل إلى نحو 170 إلى 140 ل.س فقط.‏

المربي علي الفرج: كان لديه نحو 350 رأسا حين نزل شمال الرقة قادما من بادية معدان لكنها أصبحت الآن 280 رأسا, بعضها مات جوعا فالطليان والخراف تتعرض للموت أكثر من النعاج لأن النعاج الجائعة لا تستطيع أن تغذي خروفها أو طليها.. وقد لجأ بعضهم إلى شراء الحليب الجاف من الأسواق لترضيع الخر اف الوليدة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية