واكد سيادته انه من الضروري في هذه المرحلة اجراء تطوير وتكامل لآليات العمل الحزبي بما يمكن من التواصل والتفاعل مع جميع ابناء الشعب مهما كانت مواقعهم وبما يحقق وحدة الموقف والرؤية تجاه القضايا المختلفة التي يعالجها الحزب والاجهزة الحكومية.
وشدد السيد الرئيس على ضرورة توفير مناخات الحرية والنقد الايجابي البناء والصراحة والشفافية من قبل الجميع افراداً ومؤسسات ولاسيما لدى القيادات لانها تمكننا من التعرف بصورة واقعية على المشكلات التي تواجهنا وعلى الحلول المناسبة.
ودعا الى ضرورة معايشة الواقع المعيشي للجماهير وملامسة همومهم وعدم التردد في الاشارة الى مواقع الخلل والفساد بكل جرأة ومسؤولية كي يبقى الحزب في خدمة جماهير الشعب مشدوداً الى معاناتها وتطلعاتها.
كما اشار السيد الرئيس من جهة ثانية الى ضرورة اجراء تقييم موضوعي دقيق لما تم انجازه من خططنا التنموية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والخدمي والتوقف عند السلبيات التي رافقت الاداء الحزبي والشعبي والحكومي بغية تلافيها بما يسرع من وتائر التنمية ويصوب مسار الاداء في بعض المناحي التي تحتاج الى عناية خاصة لانها تلامس الموضوع المعيشي للجماهير خاصة في هذه المرحلة التي تشهد تطورات اقتصادية عالمية في غاية السلبية على الدول النامية جراء السياسات اللاعقلانية التي انتهجتها بعض الاطراف الدولية وأدت الى موجات واسعة من زيادة الاسعار.
واكد السيد الرئيس اننا في سورية نبذل كل الجهود لرفع مستوى ادائنا وللتقليل من شأن الآثار السلبية لهذه التطورات العالمية على اوضاعنا المحلية بما يحقق مصلحة جماهيرنا ومنعة قطرنا وتوفير اسس العدالة الاجتماعية بين مختلف الشرائح الاجتماعية.
كما استعرض السيد الرئيس في الجانب السياسي ابرز التطورات السياسية التي شهدها الوطن العربي خلال المرحلة الماضية والتحديات التي كان على سورية مواجهتها حيث استطاعت ان تحقق مواجهة فاعلة بفضل صمود شعبنا وتماسكه والتفافه حول قيادته السياسية.
وقال سيادته.. كلما اتضحت صورة صمودنا وتمسكنا بعروبتنا كلما ازدادت الحملات علىنا شراسة ولكن قررنا ان المقاومة والممانعة هي قرارنا الاستراتيجي الذي سنتمسك به.
وأضاف سيادته.. ان نجاح القمة العربية كان نجاحاً للعرب ولحرصهم على التضامن العربي بقدر ما كان نجاحاً لنا في سورية في توفير مناخات التوافق والتضامن كما هو نجاح لكل مؤمن بقدرة العرب على الانتصار على ما يحاك ضدهم من تآمر وهو دليل على أن التجاوب مع نبض الشعب العربي أهم وأبقى من الاستقواء بأي جهة خارجية وهذا ما سنتابعه في المستقبل من خلال رئاستنا للقمة العربية.
وجدد السيد الرئيس تأكيده حرص سورية على أمن المنطقة واستقرارها وأشار الى الجهود التي تبذلها سورية لتحقيق هذه الغاية سواء في العراق أو فلسطين أو لبنان بما يكفل مصالح الشعب العربي.
وقال سيادته.. انه وفي هذا الاطار فإن سورية تعبر في كل مناسبة عن استعدادها لاقامة السلام العادل والشامل وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
وحول ما يثار من أنباء عن جهود تبذلها أطراف صديقة لتحقيق الاتصال بين سورية واسرائيل قال سيادته.. ان هنالك جهوداً تبذل في هذا الاتجاه وهي ليست حديثة وقد تحدثنا عنها في مناسبة سابقة.
واضاف بأن المبدأ الذي تنطلق منه سورية هو رفض المباحثات أو الاتصالات السرية مع اسرائيل مهما كان شأنها وان كل ما يمكن أن تقوم به في هذا الشأن سيكون معلنا أمام الرأي العام في سورية وان المعيار في القبول بأي مباحثات هو أن تتسم بالجدية وأن تلتزم بتنفيذ قرارات الامم المتحدة ولاسيما أن الجانب الاسرائيلي يعلم كل العلم ما هو مقبول وغير مقبول من جانب سورية.
وقال سيادته.. ان الفكر القومي العربي الذي يؤمن به حزب البعث العربي الاشتراكي ويعمل بهديه هو تعبير عن وحدة أمتنا العربية وارادة ابنائها في الاستقلال والوحدة وهو الضمانة الوحيدة لتحقيق مصالح أمتنا العربية لاسيما في هذه المرحلة الصعبة من تاريخها التي تشهد مخاطر التفتيت والتقسيم وان المقاومة حق مشروع لشعبنا وهي ستبقى طالما بقي هناك احتلال جاثم على ارض الوطن بل هي طريق السلام في مواجهة القوة الغاشمة.
واكد السيد الرئيس انه لا بديل حقيقياً عن التيار القومي وقد اصبح واضحاً ان التيار القومي هو ضرورة لاستقلال وقوة وسلامة هذه الامة ولهذا علينا التمسك بعروبتنا اكثر من اي وقت مضى والدفاع عنها والعمل مع الاشقاء العرب بكل الطرق الممكنة من اجل حصانة هذه الامة ومستقبل ابنائها.. لقد برهنت قمة دمشق ان عواطف العرب هي مع الصمود ومع مواجهة المشروع الاميركي الصهيوني واظهرت ان وضع التضامن العربي ليس سيئاً وانه يمكن البناء عليه ونحن كرئيس للقمة لن نوفر جهداً من اجل البناء عليه وتطويره لما فيه خدمة مصالح العرب في جميع اقطارهم.
وفي ختام الاجتماع عبر أعضاء اللجنة المركزية للحزب عن تقديرهم لدور السيد الرئيس في قيادة العمل الوطني والقومي وجهوده التي يبذلها لصيانة الوحدة الوطنية والارتقاء بالعمل التنموي بما يصون مصالح المواطنين ويرفع من شأن الوطن.
بخيتان : تعزيز الفكر المؤسساتي وتطوير الاداء
وقد عقدت اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي جلستها الثانية في دورة اجتماعاتها الثالثة مساء أمس برئاسة السيد محمد سعيد بخيتان الامين القطري المساعد أمين سر اللجنة ناقشت فيها التقارير والدراسات المقدمة اليها من القيادة القطرية في الجانبين السياسي والحزبي.
وتحدث الأمين القطري المساعد مفتتحاً الجلسة حول دور الحزب في هذه المرحلة مؤكدا ان فكر الحزب ومبادئه تشكل مقوما ضروريا من مقومات بناء المشروع القومي العربي ومواجهة المشروع الصهيوني المعادي للأمة.
وشدد السيد بخيتان على اهمية تطوير الآليات والادوات المناسبة لتنفيذ برامج العمل التي وضعها الحزب وتعزيز الفكر المؤسساتي في الدولة والمجتمع بما يسهم في تطوير الاداء على مختلف المستويات .
وناقش المجتمعون التقارير المقدمة اليهم والتي تتعلق بالعمل الحزبي والسياسي في اطار تنفيذ مقررات المؤتمر القطري العاشر للحزب وتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد وتوصيات الدورة السابقة للجنة التي انعقدت في شباط من العام الماضي .
وقد تحدث اعضاء اللجنة بكل شفافية ومسؤولية حول القضايا التي تضمنتها التقارير وتتعلق بتطوير اساليب العمل الحزبي والجماهيري وتعزيز دور الحزب وترسيخ نهج العمل الجماعي والمؤسسي كما ناقش اعضاء اللجنة قضايا تتعلق بالجوانب الاجتماعية والتنموية وهموم المواطنين وخاصة فيما يتعلق بالاوضاع المعيشية واهمية تنفيذ توجيهات السيد الرئيس وخاصة تلك التي تؤكد على ان ينعكس التطور على حياة الناس ايجابياً وان يكون الهم الاجتماعي والشعبي بوصلة العمل الحزبي والسياسي والاقتصادي.
كما ناقش اعضاء اللجنة بعض الدراسات التي قدمتها القيادة بهدف بناء الممارسات على القواعد العلمية والبحثية وقد تضمنت الدراسات مواضيع راهنة كموضوع استخدام المصطلحات اللغوية والسياسية المناسبة في خطابنا المعاصر وموضوع يتعلق بآليات التواصل بين الحزب والمجتمع بهدف تعزيز ديناميات العمل الحزبي بين الجماهير الشعبية الواسعة وموضوع آخر يتعلق بمقومات الشخصية الحزبية والسلوكية الحزبية بهدف وضع صورة للبعثي القدوة والمقومات الاخلاقية لسلوكه في اطار علاقاته مع مجتمعه وفي اماكن عمله واقامته.
وكانت اللجنة المركزية للحزب عقدت آخر اجتماع لها في شباط 2007 برئاسة الرئيس بشار الأسد وناقشت تقارير القيادة القطرية في المجال السياسي والاقتصادي والعمل الحزبي وبحثت في الافاق المستقبلية وبرامج العمل المستندة الى الرؤى والافكار التي تغني مسيرة الحزب وبما يعزز عملية البناء الداخلي الشامل والوحدة الوطنية وتعميق الشعور بالالتزام بالمصلحة الوطنية ومصالح الشعب.