واصبح متهما يبحث عن مخرج دبلوماسي يغسل به اثم رعونة توصيفاته اللاخلاقية للشعوب الافريقية متبرئا مما تفوه به, الا انه وبالرغم من محاولته التملص والالتفاف على حقيقة قوله كلمة « قذارة « ، الا ان الادانة والتأكيد على قوله هذه الكلمة المعيبة جاءت من داخل حزبه .
أعضاء من الحزب الديموقراطي والحزب الجمهوري الذي يؤيد الرئيس الاميركي ترامب اكدوا استعمال ترامب اثناء اجتماعه في المكتب البيضاوي في البيت الابيض كلمة « قذارة «لافتين انه ادلى بها في اجتماعه قائلاً» لماذا علينا استقبال شعوب من قذارة دول العالم».
واثر هذا التصريح اشتعل العالم كله غضباً ، ولاقى تصريحه المعيب رفضاً وانتقاداً لاذعاً من وسائل الاعلام الاميركية ، حيث شنت وسائل الاعلام الاميركية اعنف هجوم على ترامب ووصفته بأنه رئيس كاذب .
صحيفة نيويورك تايمز عنونت بالقول : سقط الرئيس ترامب بكذبه واستعمال اللغة العنصرية. اما صحيفة واشنطن بوست فقالت على الرئيس الاميركي ان يفكر بالاستقالة لانه خالف الدستور الاميركي.
واستطاع تلفزيون الـ ام. بي. سي الاميركي الحصول على محضر النقاش من خلال اعضاء الكونغرس الاميركي الحزب الديموقراطي والحزب الجمهوري عن تفاصيل الحوار وكيف استعمل ترامب كلمة «قذارة شعوب الارض»، وانهم تلقوا هذا الكلام اثناء الاجتماع بالرئيس الاميركي بالصدمة الكبرى.
وقال تلفزيون الـ ان. بي. ان. ان الرئيس الاميركي امضى كل الليل في البحث مع مستشاريه في كيفية الخروج من الازمة التي وقع فيها وانتهت الاجتماعات وتم الاتفاق على ان يعلن ترامب في خطاب الى الرأي العام الاميركي والدولي والعالمي انه يعتذر عن كلمة «قذارة شعوب العالم»، وان كلامه قد تم تفسيره بشكل خاطئ وهو يحترم شعوب هاييتي ودول افريقيا وشعب الاكوادور، كذلك يحترم شعب اميركا اللاتينية وكل شعوب دول العالم.
بالتوازي قالت الصحف البريطانية انه بعد اليوم لا نريد استقبال الرئيس الاميركي ترامب حتى لو قام بالاعتذار ، وصفت الصحف البريطانية الرئيس الاميركي ترامب بأنه هتلر القرن الـ 21 وبأنه عنصري وغير صالح لادارة رئاسة اكبر دولة في العالم.
وردت هيئة الامم المتحدة على تصريح الرئيس الاميركي ترامب بالقول ان هذه التصريحات صادمة ولا يمكن قبولها على مستوى الانسانية والتقدم في اختلاط البشرية وعملها الانساني الكبير.
وفي اوروبا أصدر الاتحاد الاوروبي بيانا شجب فيه كلام الرئيس الاميركي ترامب وقال انه يخرج عن اخلاق الانسانية ومبادىء احترام الشعوب، وهذا الكلام يأتي بعد سقوط العنصرية في العالم، وقيام مبدأ مساواة الانسان بالانسان.
مظاهرات منددة
على الرغم من محاولة ترامب الاعتذار عن تصريحه العنصري ، والتملص من قوله كلمة « قذارة « الا ان التظاهرات العارمة لم تصغ لاكاذيب الرئيس الاميركي ففي هاييتي اجتاحت المظاهرات المدن في الجزيرة في مظاهرات غاضبة وحملوا لافتات ضد التمييز العنصري.
اما في افريقيا فانتشرت مظاهرات في كافة الدول الافريقية وفي عواصمها منددة بتصريح الرئيس الاميركي ترامب. ولولا قيام الجيوش الافريقية والشرطة بحشد كل طاقاتها لكان تم احراقها العديد من السفارات الاميركية في العواصم الافريقية.
اما الغضب الاكبر فجاء في اميركا اللاتينية خاصة في الاكوادور، الذين قالوا ان حضارة الاكوادور هي اعرق من حضارة الولايات المتحدة وانه عيب على الرئيس الاميركي ترامب ان يتهم شعب الاكوادور انه «شعب قذارة» رغم ان شعب الاكوادور ساهم بعد استقلال الولايات المتحدة منذ 200 سنة في العمران والمدن في الولايات المتحدة كلها واعطى دمه في سبيل الولايات المتحدة.
و في العاصمة البرازيلية ريو دي جينيرو سارت مظاهرة بالملايين تندد بالرئيس الاميركي ترامب واجتمعت لجنة دول اميركا اللاتينية مطالبة الرئيس الاميركي بعدم زيارة دول اميركا اللاتينية وان شعب اميركا اللاتينية لن تستقبله كليا.
كما هاجم متظاهرون في لندن عمدة المدينة مطالبين باصدار اعنف بيان ضد الرئيس الاميركي ترامب واتخاذ القرار النهائي بعدم استقبال الرئيس الاميركي ترامب في اية زيارة قادمة خاصة وان ترامب كان سيزور بريطانيا في شهر شباط لكن بعد تصريحه الذي وصف فيه شعوب العالم بالقذارة فانه قام بتأجيل زيارته لبريطانيا.
كذلك اجتاحت المظاهرات اوروبا ودول آسيا والصين واستراليا ونيوزيلندا منددة بتصريح الرئيس الاميركي ترامب.
هذا ورأى محللون أن الرئيس الاميركي ترامب وضع نفسه في واقع صعب للغاية ويكاد ينهار رغم خطابه بالاعتذار من شعوب العالم، لكن كلامه العنصري سيترك اثرا سيئا للغاية ضده لمدة طويلة.