وللغاية تلك حذرت إيران الرئيس الاميركي دونالد ترامب من تقويض الاتفاق النووي، وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس في طهران أن الاتفاق يعد إنجازا دبلوماسيا بارزا لا يمكن لأحد تقويضه بهذه البساطة، مشيراً إلى أن محاولة ترامب لفعل ذلك لن تتسبب سوى في عزل الولايات المتحدة على المستوى الدولي.
وقال روحاني إن أي حكومة سوف تخسر من رصيدها أيضا، إذا تجاهلت أو غيرت الاتفاقات التي أبرمتها حكومات سابقة- لاسيما إذا تم الاعتراف بها دوليا، لافتا إلى أن ردود الفعل العالمية على ترامب أثبتت ذلك، وأوضح أنها تعكس «انتصار اللياقة السياسية» على حكومة ترامب.
من جهته أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني «البرلمان» علي لاريجاني أن المجلس لن يوافق على أية تعديلات على بنية الاتفاق النووي، معتبرا تصريحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب بشأن مثل هذه التعديلات تعني العبث بكل الاتفاق.
وخلال جلسة علنية للمجلس اكد لاريجاني لن يرضخ قط إلى إدخال تعديلات على الاتفاق النووي لا بتغييرات ولا التزامات جديدة. وكان ترامب قال في وقت سابق بإعلانه عن قراره للتنازل عن تطبيق بعض العقوبات، المتعلقة بمبيعات النفط والانظمة المصرفية في إيران، إنه يقوم فقط بالخطوة لضمان موافقة الحلفاء الاوروبيين على إصلاح ما اسماه «عيوب» الاتفاق.
في سياق متصل أكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي أن بلاده لن تسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفقد منشآتها العسكرية.
ورفض كمالوندي في تصريح صحفي الشروط الأربعة للرئيس الاميركي حول بقاء الاتفاق النووي، موضحا أن المواد التي كانت موجودة في السابق حول تفتيش المنشآت العسكرية مثل «بارجين» تم مناقشتها وأغلق الملف.
وفي ظل كل تلك المشاحنات والصد والرد تطل اسرائيل برأسها لتزيد من حجم التوتر وتبين أن جميع تلك القرارات التي يتخذها ترامب هي في خدمة مصالحها.
وقد ظهر ذلك جلياً من خلال تصريحات وزير الأمن الداخلي لدى العدو الإسرائيلي جلعاد إردان الذي أعرب عن ثقته بتصريح الرئيس الاميركي دونالد ترامب بأنه لن يمدد مرة أخرى تجميد العقوبات المفروضة على إيران، بموجب الاتفاق النووي، زاعماً أن السلطات «الإسرائيلية» لاحظت أيضا مؤشرات على أن دولا في أوروبا تدرك أكثر فأكثر ضرورة أن تغير طهران سلوكها.
وحول اخر المستجدات المتعلقة باحداث الشغب الاخيرة المفتعلة في ايران أعلن القضاء الإيراني أمس، أن إجمالي عدد المعتقلين على خلفية الاحتجاجات الأخيرة بلغ 455 شخصا في أرجاء البلاد.
فيما أعلن مدعي طهران العام، الافراج عن 300 شخص آخرين من المتهمين بإثارة أعمال الشغب الاخيرة في عدد من المدن الايرانية، مؤكدا ضرورة التمييز بين الاشخاص المغرر بهم وبين العناصر الرئيسية المثيرة لأعمال الشغب.