تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العناد يهدم كيان الأسرة

مجتمع
الأحد 26-1-2014
اعداد: ميسون نيال

تعتقد بعض الزوجات أن إصرارهن على مواقفهن يزيد من قيمتهن ومكانتهن ويدل على قوة شخصيتهن ولكن في واقع الأمر أن العلاقة الزوجية القائمة على التفاهم والوضوح والتضحية والتسامح والتجاوز عن الهفوات والتغاضي عن الزلات هو ما يساهم في استمرار الحياة الزوجية بحب ومودة واحترام .

أما إذا كانت الحياة بين الزوجين قائمة على الأنانية وتصيد الأخطاء فإن ذلك يؤدي إلى تصدع الأسرة وإلى تشتت شملها وربما يقضي على كيانها ولقد بحث علماء النفس في ظاهرة العناد منذ نشوئها عند الأطفال فوجدوا أنها تبدأ كمرحلة أولى منذ سن الثانية من عمر الإنسان وذلك عندما يصر الطفل على تحقيق رغباته أمام رغبات الكبار .أما المرحلة الثانية فتكون في مرحلة المراهقة حيث يأتي العناد كتعبير للانفصال عن الوالدين ثم تستمر صفة العناد عند الطفل لتكون مؤقتة أو مزمنة ولكن ما يجمع بين هاتين الصفتين هو اضطراب الشخصية الناتج عن أسباب تربوية مختلفة باختلاف التربية الأسرية والعلاقة الوالدية وأسلوب الثواب والعقاب ومستوى الوعي الثقافي والفكري ودرجة النضج والإدراك‏

ويرى علماء النفس أن العناد قد يكون إيجابياً ويتمثل بعناد الإرادة والتصميم فإذا أصر الطفل على محاولة إصلاح لعبة ما يقوم بمحاولات عديدة حتى يصل إلى هدفه المنشود فهذا عناد محمود ينبغي تشجيعه ودعمه لأنه يعد عاملا من عوامل النجاح وقد يكون العناد سلبياً مفتقداً للوعي والإدراك والنضج كأن تصر الزوجة على شراء أشياء كمالية لا داعي لها وهي تعلم أن ظروف زوجها المالية لا تسمح ولكنها تصر على طلباتها فتتسبب بمشكلات أو انها تعلم محبته لمتابعة برنامج إخباري معين فتعمد إلى مشاكسته ووضع التلفاز على أي برنامج آخر وإن لم يكن من ضمن اهتماماتها فقط للعناد وفرض كلامها مما يؤدي إلى إحداث فجوة بينها وبين زوجها ولعناد الزوجة هذا أسباب فإما أن تكون قد اكتسبته من أسلوب العقاب القاسي الذي كانت تتعرض له على نطاق الأسرة في مرحلة الطفولة فأدى ذلك إلى إكسابها صلابة وعناداً وإصراراً على رغباتها وقد تعاند بسبب التدخل المستمر لكل ما تفعله دون مبرر فتظهر تمردها ثم تعاند وكذلك فإن لأسلوب تعزيز الأهل لتلك الخصلة منذ صغر سنها أثر في الإصرار عليها كأن تقول والدتها منذ صغرها هي عنيدة ورأسها يابس مما يؤدي إلى ترسيخ تلك الصفة داخلها وإذا استمرت الزوجة في عنادها كنمط راسخ وصفة ثابتة في شخصيتها تؤدي بها إلى المشاكسة والمعاكسة وافتعال المشكلات مع الآخرين عندئذ هي بحاجة إلى استشارة طبيب نفساني لأن العناد في تلك الحالة هو مرض واضطراب في السلوك يجعل المصاب فيه في حالة عدم القدرة على التوافق والتكيف مع الظروف البيئية من حوله والأسلوب الناجع لمعالجة العناد هو إكساب الوالدين مهارات وطرق تعامل خاصة تعتمد على أسلوب اللطف واللين مع المرونة واستخدام أسلوب المحاورة المنطقي والواقعي مع مراعاة التخفيف من الأوامر والنواهي والتدخل المستمر دون مبرر مع استخدام الألفاظ الإيجابية بدلًا من السلبية والتي تؤدي إلى تنفير الطفل .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية