تزايد حجم العمليات العسكرية للجيش العراقي لاجتثاث الإرهاب ترافق مع مطالبات برلمانية لإقامة دعاوى قضائية دولية ضد الدول الداعمة للإرهاب وعلى رأسها السعودية وقَطَر التي أثبتت الوثائق أنها تدعم الإرهاب.
إرهابيون تابعون لتنظيم ما يسمى «دولة الاسلام في العراق والشام» التابع لتنظيم القاعدة الإرهابي فجّروا أمس جسر انجانة الرابط بين محافظتي كركوك وديالى شمال العاصمة العراقية بغداد بعبوات ناسفة في حين تواصل قوات الجيش والامن العراقية بالتعاون مع وجهاء وزعماء العشائر في محافظة الانبار غرب العراق عمليات واسعة ضد عناصر التنظيم الإرهابي.
وتم القاء القبض على ثلاثة إرهابيين في منطقة البو فراج كانوا يخططون للقيام بعمليات إرهابية ضد المواطنين.
من جهة ثانية اكد رئيس مجلس انقاذ محافظة الانبار الشيخ حميد الهايس ان قوات الجيش وبدعم العشائر جاهزة لتنفيذ عملية اقتحام وتطهير لمدينة الفلوجة من الإرهابيين ومنع امتداد نفوذهم إلى مناطق أخرى بعد القضاء عليهم في مدينة الرمادي وقتل العشرات منهم والقاء القبض على آخرين من بينهم ما يدعى بمفتي حزام بغداد الإرهابي ابو ابراهيم الفلوجي وهو المسؤول عن إصدار فتاوى لأكثر من 100 عملية إرهابية نفذت العام الماضي.
ومع تزايد حجم العمليات العسكرية الهادفة إلى اجتثاث جذور الإرهاب ظهرت مطالبات برلمانية دعت وزارة الخارجية العراقية إلى اقامة دعاوى قضائية دولية ضد الدول الداعمة للمجموعات الإرهابية وعلى رأسها السعودية وقَطَر التي تدعم الإرهاب.
وتبرز تلك المطالب البرلمانية في وقت كشفت خلاله لجنة الامن والدفاع البرلمانية عن أن واشنطن دعمت العمليات العسكرية الجارية في الانبار بالمعلومات والسلاح والمعدات والذخائر مؤكدة أن الولايات المتحدة تعهدت بتسريع عملية تجهيز العراق وفق الاتفاقات العسكرية بين البلدين.
وتشير التقارير الاعلامية إلى تورط نظام آل سعود وآل خليفة بالحرب الإرهابية التي تشن ضد سورية والعراق ولبنان واعلان تلك الانظمة عن دعمها الواضح والصريح للعمليات الإرهابية في تلك الدول.
في غضون ذلك اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان العراق ودول المنطقة تعيش حالة من التحديات فلا يمكن الانفصال عن المحيط خاصة ان المنطقة نسيج واحد مشيرا إلى ان ما يحدث في أي دولة يؤثر في دول الجوار.
وقال المالكي في كلمة له خلال حفل افتتاح دار السلام الخيرية أوردها موقع شبكة الاعلام العراقي أمس لا يوجد في معتقدات كل الاديان عقيدة تحلل الذبح والقتل موضحا أن من لا يدين الإرهاب والإرهابيين فهو انسان يبتعد عن الخط الحقيقي.
وأكد المالكي ان من لا يقف ضد الإرهاب ليس شريكا سياسيا.
عضو مجلس نخوة النشامى عادل جميل سليمان الفهداوي قال ان رؤساء العشائر في الانبار والوجهاء سيعمدون إلى القوة بالاشتراك مع القوات الامنية لمحاربة واخراج عناصر تنظيم ما يسمى دولة الاسلام في العراق والشام الإرهابي من المدينة.
وقال الفهداوي ان تشكيلات نخوة النشامى التي ساندت الجيش في معاركه في الرمادي يقف ثلاثة آلاف مقاتل منها على أهبة الاستعداد لنجدة إخوتهم في الفلوجة وتطهيرها من الإرهابيين مع القوات الامنية على غرار ما فعلوه في مدينة الرمادي.
كما جددت النخب السياسية والثقافية والعشائرية دعمها للعمليات العسكرية التي ينفذها الجيش العراقي في الانبار ضد التنظيمات الإرهابية «داعش» و«القاعدة»، وهذه المرة عبر مؤتمر موسع احتضنته مدينة كربلاء المقدسة للدعوة الى دعم جهود الحكومة في محاربة الارهاب المدعوم، بحسب المشاركين، من دول لم يعجبها المشهد السياسي العراقي.
وقال مدير المصالحة الوطنية في كربلاء المقدسة عماد محمد حسين لقناة العالم الإخبارية إن هناك دولا اقليمية وخصوصا المحاذية للعراق «تقاطعت منذ البدء مع العملية السياسية ورفضتها بشكل قاطع، وان هذه الدول هي التي تقوم بامداد الارهاب وادامته ولكن مع تحرك الجيش العراقي واتخاذ الدولة هذا القرار الشجاع، اصبح قرار هذه الدول ليس بالمستوى الذي كانت تعهده».
فيما قال أبو محمد وهو شيخ إحدى العشائر العراقية: نقول لهم لن ترجع عقارب الساعة الى الوراء وسنجعل العراق رمال متحركة تحت اقدام كل من تسول له نفسه لضرب العراق.
وقال أبو مجاهد مدير مكتب رئيس الوزراء العراقي: الآن العراق يضحي بالغالي والنفيس في سبيل القضاء على داعش وعلى القاعدة وعلى كل الزمر الارهابية.
الإرهاب الذي يواجهه العراق لايزال يسفك دماء الأبرياء بكل وحشية حيث اعلنت الشرطة العراقية مقتل 12 شخصا بينهم جندي وعائلته بأكملها واصابة آخرين في سلسلة تفجيرات إرهابية وقعت في العاصمة العراقية بغداد وشمالها أمس.
ونقلت ا ب عن مسؤولين في الشرطة قولهم ان سقوط قذيفتي هاون على منزل جندي عراقي في المقدادية التابعة لقضاء بعقوبة شمال شرق بغداد اسفر عن مقتله وزوجته وابنتيه وابنيه عندما كانوا نائمين اضافة إلى تدمير المنزل بالكامل.
وفي هجوم إرهابي منفصل قتل أربعة أشخاص وجرح 12 آخرين إثر انفجار سيارة ملغومة في شارع تجاري في حي العامرية غرب بغداد.
إلى ذلك قتل شخصان واصيب ستة اخرون في انفجار اخر بالقرب من سوق في حي السعدية غرب العاصمة.