الذين رفضوا تقديم التحية لعلم الاحتلال الفرنسي عند إنزاله من على ساريته فوق دار الأركان الفرنسية المقابلة لمبنى البرلمان آنذاك.
ورغم مرور كل هذه السنوات الطويلة على تلك الملحمة الخالدة لا تزال حاضرة في تاريخ وذاكرة السوريين عموما كواحدة من المعارك البطولية المشرفة التي خاضها أجدادنا البواسل على طريق طرد المحتل الفرنسي الغاشم واستعادة الاستقلال الوطني الذي ما كان ليتحقق لولا تضحياتهم الجسام، وهي ملحمة كانت وما تزال تشكل نبراسا يستضيء به إخوتنا وأبناؤنا في القوات المسلحة ممن يدافعون اليوم بكل بسالة عن وحدة سورية واستقرارها وأمن أبنائها في وجه الجماعات الإرهابية التكفيرية المسلحة، القادمة من خلف الحدود، والحاملة في صدور أفرادها حقدا أسود يبيح سفك دماء الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ على كامل التراب السوري.
وما أشبه اليوم بالأمس، فمنذ أكثر من عام وقوافل الشهداء تتساقط دفاعا عن أرض سورية وسيادتها جراء مؤامرة متعددة الأطراف يحيكها القريب والبعيد من دول الرجعية العربية والاستعمار الغربي المتجدد، مؤامرة رسمت تفاصيلها وخططها الدوائر الصهيونية والغربية وتنفذها على أرض الواقع عصابات امتهنت القتل والخطف والغدر والتخريب والإرهاب تلبية لأوامر أسيادها ومموليها في ممالك العار العربية الطامحة لترويض سورية وضرب وحدتها وكسر إرادة الصمود والمقاومة لدى أبنائها.
واليوم إذ نحتفل بهذه الملحمة الخالدة التي صاغها ثلة من أجدادنا الميامين تفرض علينا ذكراها الغالية أن نتمسك بوحدتنا وندافع عن بلدنا في وجه الطامعين والمتآمرين وأن نحمي إرث الأجداد ونصونه، وأن ننحني إجلالا واحتراما لأرواحهم الطاهرة، وأرواح كل الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية تراب الوطن في كل المعارك والحروب التي خضناها دفاعا عن الأرض والحق والإنسان، ونخص بالذكر أولئك الذين صنعوا الاستقلال عام 1946 والذين واصلوا صونه وحمايته حتى اليوم.