ولد كريستوفر مارلو في مدينة كنت البريطانية أو كما أطلق عليه تحببا من أصدقائه (مارلين) عام 1564 نفس عام ولادة شكسبير والده اسكافي وتعلم منه أن القوة رمز الوجود، وورث عنه القوة في مسرحياته، عرف مارلو بالمشاكسة في صغره، وبأختين سيئتي السمعة، وكان سيء الطباع يعاشر اللصوص، واشتهر بجمعه لعشيقات كثر.
حصل على بكارلويوس الأدب والفلسفة عام 1584، يقال إن مارلو كان كاتبا وممثلاً على الخشبة، وإنما في الخارج كان جاسوسا محترفا وأن مسرحيته (يهودي) مأخوذة من تجربته الذاتية أي إنه كان جاسوس اليزابيت البروتستانيتة البريطانية ينقل الأخبار عن الكاثوليكيين في فرنسا، سببت كتابات مارلو ردات وزلزالات عنيفة اما اعجاباً به أو كرهاً له فبعضهم المثقفون المعاصرون له أطروه وأثنوا عليه وبعضهم اغتاظ من نجاحه.. خاصة من مسرحيته (تامبيرلين العظيم) التي تتحدث عن الطموح، وكيف جعلت منه شبحاً يرعب العالم، فهذه المسرحية أطلقت اسم مارلو وجعلته في القمة حتى أسموه القلم الناري، وصاحب السطر الأعظم وككاتب يستفسر به عن الشؤون الأخلاقية.. فهو يمجد عاطفة عصر النهضة تحت شعار العلم اللامحدود..شبها بمسرحيته المأساوية (ديدو ملكة كارثيبج) ثم مسرحيته الجميلة (يهودي ماططا) التي مزجت بين المأساوية والكوميديا المثيرة للاشمئزاز من خلال وجهة نظر ضائع بين المادية والدونية.
وعن مسرحيته (إدوارد الثاني) فتحدت بطريقة مأساوية عن أمر لم يتجرأ معاصروه الحديث عنه وهو الشذوذ.
ويضيف النقاد مسرحيته (الدكتور فاوستوس) المأخوذة عن قصة الدكتور فاوست الألمانية التي تتعامل مع الخطيئة البشرية الفاحشة في حق الكتاب المقدس بأنها أفضل أعماله.
آخر مسرحياته (مذبحة باريس) وهي باب للطموح من مبدأ الشهوة من أجل القوة.
استحدث مارلو طريقة السبر السيكولوجي لأغوار الصراع الباطني للشخصية التراجيدية ثم استخدمها شكسبير في معظم مسرحياته.
رفض مارلو مبادىء المسرح في وحدة الزمان والمكان وخاصة في د. فاوست حيث القفزات الزمانية تتعدى السنوات والأمكنة.
في 30 آيار منذ 1593 قضى مارلو بلكمة مميتة على عينه من صديق في حانة، ولم يكمل بعد عقده الثالث.. بعد يومين من مقتله تم دفنه في مقبرة مجهولة الهوية.