والانتقال إلى مجلس الأمن الدولي في تلك الفترة نجد انه طالب بجلاء القوات الفرنسية عن البلاد في 17 نيسان 1946 .
وقوف الولايات المتحدة الأميركية حينها ضد بقاء فرنسا وبريطانيا في الشرق الأوسط لم تكن الغاية منه على الإطلاق تحرير البلدان العربية لأجل عيون سكانها وشعوبها ...
و إنما رغبة من أميركا في اقتسام الغنائم في الشرق الأوسط لأن أميركا وفي نفس الوقت اعترفت بإسرائيل دولة على أرض فلسطين المحتلة لتبدأ مرحلة الصراع العربي الإسرائيلي ...
سورية التي بدأت ترسم ملامحها الديمقراطية مع بداية عام 1949 تلقت ضربات موجعة بانقلابات متكررة مدعومة من السعودية .... (وكأن التاريخ يعيد نفسه ) ...
إلا أن الحكومة الوطنية التي التف حولها جميع فئات وشرائح الشعب السوري تمكنت من إعادة الحياة الديمقراطية لسيرها من جديد مع بداية الخمسينات وعاشت سورية تجربة برلمانية فريدة وانتخابات عام 1954 من أهم الدورات الانتخابية في تاريخ سورية السياسي لأنها ألغت فكرة الانقلابات.
كل هذه الأجواء الديمقراطية التي تتمتع بها سورية لم تسعد دول الجوار والدول الطامعة في سورية ولم يرضها استقلال دولة سورية ما أدخل البلاد في متاهات الحرب الباردة وكانت تركيا آنذاك دائماً حليفاً غربياً أميركياً حيث حشدت قواتها على الحدود السورية ( وكأن التاريخ يعيد نفسه).
إجهاض الديمقراطية والحياة السياسية في تلك الحقبة التاريخية يشبه قتلها مع قتل الإنسانية بوحشية في أيامنا هذه من قبل نفس الدول وذات الحلفاء بأدوات وأساليب أكثر تطوراً وعقلية أكثر وحشية ودموية ضد الإنسانية والشعوب العربية .. (وكأن التاريخ يعيد نفسه) ...
Hanadstar76@hotmail.com