تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الرواية وفضائح المخابرات المركزية الأميركية

عن لوموند
ثقافة
الثلاثاء 29-5-2012
ترجمة: مها محفوض محمد

يعتبر روجر ايلوري من أكثر الأدباء الأميركيين بريطانية على صعيد الرواية السوداء وإذ يقيم هذا الروائي في برمنغهام القريبة من لندن فإن أحداث رواياته تجري ما بين نيويورك وواشنطن ونيواورليان وتكاد تتربع على عرش الرواية السوداء عبر ضفتي الأطلسي.

يتناول ايلوري فضائح الـcia وأسرار القتلة بالجملة وخلفية مقتل الأخوين كندي وفضيحة نيكسون ووترغيت وسيصدر له قريباً رواية حول حرب فيتنام.‏

كتب بين أعوام 1987-1993 اثنتين وعشرين رواية وفي العام 2003 رواية «شمعة البشائر» التي عرفت شهرة كبيرة وفي العام 2008 صدرت روايته «فقط الصمت» التي حققت أيضاً نجاحاً كبيراً. كما تشمل أعماله مراسلات حول آرائه بالرواية البوليسية البريطانية التي لم تثر فضوله لذلك بقي وفياً للرواية الأميركية وسار على خطا الروائي المعروف كورمان مكارسي.‏

يقول ايلوري: ليس مهماً تفكير الناس عن الحرب لأن الحرب باقية فمنذ وجدت المعمورة وجدت الحرب ومع قدوم الانسان كانت الحروب تنتظره هكذا كانت وهكذا ستبقى إلى نهاية العالم. ويروي ايلوري عن الحرب التي يتصارع الناس فيها ليس فقط في ساحات المعركة إنما في المجتمعات الرعوية والمدنية من خلال القتل والاعتداءات والاغتصابات وتقطيع الأوصال والتضليل الاجتماعي والنفسي، إنها حرب القتلة بالجملة والمافيات والاستخبارات السرية.‏

لقد كان القتل يمارس من أجل الحب ومن أجل المال والثأر لكن من النادر أن تكون الجرائم مسبقة الصنع وجاهزة لإرواء رغبة القاتل.‏

تعتبر روايته«فقط الصمت» من أكثر الروايات السوداء نموذجية في الأدب الأميركي فأجواء الرواية فولكنرية تروى من خلال عيون البطل جوزيف جرائم قتل فتيات صغيرات عام 1935 في جنوب بلاد العم سام وهو طفل لا يتجاوز عمره 12 عاماً، وتسير أحداث الرواية على خطا رواية «العراب» لماريو بوزو من خلال اعترافات شاب كوبي يدعى أرنستو شديد الأناقة لكنه قاتل محترف ساهم في جرائم وأعمال أميركية قذرة في خمسينات القرن الماضي سواء في كازينوهات لاس فيغاس أو في مسالخ شيكاغو أو في عملية تصفية زعيم النقابات العمالية جيمي هوفا أو في عملية اغتيال كندي.‏

أما روايته «دون اسم» التي تثير ضجة كبرى اليوم فتغوص في دهاليز cia خلال مرحلة الحرب الأهلية في نيكاراغوا واغتيالات الكونترا خلال تسعينيات القرن الماضي حيث كانت المؤامرات والاغتيالات وتجارة المخدرات عملة دارجة يتداولها عملاء المخابرات الأميركية المنتشرين في أميركا اللاتينية.‏

كذلك روايته «ملائكة نيويورك» تصب في البوتقة ذاتها من خلال بحث رجل الشرطة فرانك عن الحقيقة في مقتل والده على يد قاتل محترف ليظهر الموت مجانياً عند ايلوري فلا رادع ولا مسوغ لهذا الموت العبثي. فعلى سبيل المثال يرفض المفتش ميلر في رواية «دون اسم» الانسحاب من أقبية الدم التي تغذيها cia حيث يتقدم بصعوبة في تحقيقاته ويمشي في دروب مفخخة لكنه يجمع حيثيات حول الأحداث. ويقول ايلوري عن بطله هذا: أنا معجب بالأبطال الذين يضحون بحياتهم لإيجاد الحقيقة رغم سخرية العالم منهم.‏

ولا يكتفي الكاتب بالمفتشين والقتلة والجثث في رواياته إنما يسلط الضوء أيضاً على المجتمع والتيارات السياسية والثقافية والنزعات الفلسفية للشخصيات الرئيسية في أعماله.‏

لقد عانى هذا الروائي في صغره من هجرة والده لوالدته الراقصة فربته جدته التي دفعته لمشاهدة أفلام هيتشكوك المثيرة للرعب ولقراءة هيمنغواي وستين بيك وشاندلر ودخل سجن الأحداث بعد أن اتهم بسرقة الطعام فكتب عن تجاربه في سجن الأحداث وتعلم العزف على الغيتار لموسيقا الروك وعمل مساعد مصور وعاملاً في شركة نقل حيث استفاد من تلك التجارب وجسدها في رواياته التي انطلقت مع أحداث 11 أيلول 2001 ويومها كتب ثلاث روايات خلال أربعة أشهر.‏

يقول ايلوري: أنا أكتب لأهدىء من شكوكي والكتابة تجعلني سعيداً وتمنحني الرغبة في الحياة فهي موهبة وعشق وقصة حب.‏

كما يعمل ايلوري صحفياً حيث يبحث عن الخبر ليستخدمه في رواياته فهو على غرار أبطاله هاجسه البحث عن الحقيقة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية