محذراً من محاولة بعض القوى في ليبيا استنساخ انظمة الحكم الخليجية متجاهلة بشكل مقصود الصورة الحقيقية لهذه البلدان لتحقق تطلعاتها في الثراء غير المشروع والاستحواذ على صناعة القرار من اجل استمرار نفوذها مؤكدا ان هذا الامر لن يحصل في ليبيا ابدا.
وأوضح الكاتب أن كل أنظمة الخليج من الناحية السياسية والاجتماعية لا تعدو ان تكون أنظمة اوتوقراطية تنتمي للعصور الوسطى من حيث بنية السلطة وميكانيزمات صناعة القرار حيث يجب طاعة ولي الامر والدعاء له واخضاع المجتمع بأكمله لسلطات مؤسسة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومرجعياتها.
واشار الكاتب الى أن كل ما حققته بلدان الخليج يعود للطفرة المالية الكبيرة وضخ أموال النفط في مشاريع خاصة أي أن الثراء الظاهر والمنعكس في مرايا الابراج الفخمة التي تبهر الابصار وتغيب الحس النقدي هو ملك للطبقة العائلة الحاكمة ومن يدور في فلكها ولمافيا العالم لتهريب الاموال وتبييضها وغسلها وتجار البشر.
ورأى الكاتب أن بناء ليبيا الجديدة يجب أن يبنى على المفاهيم الجمهورية والمتمثلة في الحرية والعدالة والمساواة والتي هي بالاساس مفاهيم انسانية أكدت عليها كل الديانات السماوية والارضية ولا تتنافى مطلقا مع الاسلام.
وقال الكاتب يظل السؤال هل سكان السعودية وقطر وغيرهم من المحميات الامريكية هم مواطنون ام مجرد رعايا يتكرم عليهم سادتهم بمكارم اميرية وملكية وسلطانية بين الحين والاخر ويتعرضون للسجن اذا انتقدوا الذات الملكية وجلالتها وسموها لا بل ان البعض تم استلاب هويتهم وأصبحوا مجرد ملحقات لسادتهم. وتساءل الكاتب هل يرضى الليبيون ان يكونوا رعايا عبيدا لدى احد ام مواطنين في وطنهم مشيرا الى ان المواطنة بمفهومها الحديث لايمكن الايفاء باستحقاقاتها خارج مفهوم الجمهورية وقيمها.