ويسألُ الكرمُ.. هذا البلبلُ الغردُ
ويسألُ الليلُ عن أقداحنا أملاً
أن يوقظَ الشمسَ سكّيرٌ ويتّقدُ
ويسألُ الحزنُ عن قلبي ليؤنسَهُ
فيهتفُ النبضُ: من لي غيرَكَ السندُ
أمضي بقلبي لصوتِ الناي في جبلٍ
هل تحملُ الريحُ أحزاني وتبتعدُ
كم من غمامٍ يجيءُ الخلقَ من سفرٍ
ليطفئَ القيظَ في جوفٍ.. فنبتردُ
لا يبرحُ الحزنُ أوصالي ولو أمدا
هم توأمانِ: أنينُ الروحِ والجسدُ
هذا الربابُ يناجي القلبَ مبتهلاً
أنتَ الحبيبُ وأنت الأهلُ والبلدُ
هذي الدموعُ غروبُ الشمسِ موعدُها
سرُّ الوجود بها يهمي.. ويتئدُ
سرُّ الوجودِ بكفِّ الأمهاتِ إذا
يغيبُ عنها الرضيعُ.. الكونُ يرتعدُ
الدربُ يمضي مع الأنهار في دعةٍ
فيسألُ الماءَ: مَنْ مِنْ دارنا يردُ؟
وأسألُ الريحَ.. أسرابَ الحمامِ إذا
منديلُ أمي على الأغصانِ منعقدُ
تبكي الرياحُ هديلاً من لطافتِها
ويهمسُ الطيرُ: من بالدارِ.. لا أحدُ