تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة

ملحق ثقافي
2012/5/29
يسهم مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة الذي سيطفئ شمعته الـ 18 هذه السنة في تعزيز المجد التاريخي للحاضرة الإدريسية وإشعاعها الثقافي من خلال الانفتاح على أفق فني وثقافي يعكس خصوصياتها التراثية والروحية والحضارية.

فقد مكن هذا الحدث الفني والثقافي العالمي الذي تحظى دوراته بتغطية مكثفة من طرف العديد من وسائل الإعلام الدولية مدينة فاس التي تصنف كتراث عالمي إنساني من التصالح مع تاريخها وتجديد سطوتها على قلوب عشاق الفن الراقي الذي يسمو بالذات إلى مدارج الكمال.‏

كما يعكس المهرجان، الذي يشكل شهادة حية على الحراك الثقافي والفني الذي يعيشه المغرب، قيم التسامح والسلام والتعايش بين مختلف الديانات والأجناس التي وسمت فن العيش بالمملكة.‏

فمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، الذي أضحى نافذة كبيرة تطل على العالم، استطاع منذ انطلاقته سنة 1994 أن ينتزع مكانة هامة على الصعيد الدولي كإحدى التظاهرات العالمية الكبيرة التي تشد إليها الرحال سنوياً ? وذلك بفضل جهود مختلف المتدخلين من سلطات محلية ومنتخبين ومؤسسات عمومية ومحتضنين إلى جانب فعاليات ومكونات المجتمع المدني.‏

وقال فوزي الصقلي المدير العام لـ «مؤسسة روح فاس» خلال لقاء صحفي عقده بفاس إن الدورة الحالية للمهرجان? التي تنظم ما بين 8 و 16 حزيران المقبل ستشكل من جهة مناسبة لتكريس هذا الحدث الذي ما فتئ يدهش العالم منذ انطلاقته الأولى? ومن جهة أخرى فرصة للاحتفاء بعمر الخيام الشاعر والعالم والفيلسوف. وأضاف أن دورة هذه السنة التي تحمل شعار «تجليات الكون» ستحاول من خلال العروض الفنية المبرمجة واللقاءات والمحاضرات استشراف الإمكانيات المتاحة لربط صلات جديدة بالعالم الذي لم يعد فيه مكان للحتمية وسيادة الأمر الواقع? مشيراً إلى أن هذا الملتقى يسعى إلى تجسير الهوة بين المجتمعات بهدف استعادة المكانة اللائقة للإنسان وللثقافة والقيم الروحية كمكونات أساسية لليومي والمعيش. وأكد أن هذه التعاليم والحكم تجد تجلياتها في تجربة وشخصية الشاعر والعالم والفيلسوف عمر الخيام الذي تحظى أعماله براهنية خاصة? و»من هنا يأتي احتفاء هذه الدورة به كرمز صوفي كبير يحضر أثره بقوة في ظل هيمنة البعد المادي الأحادي على الحضارة الإنسانية». وسيحاول المخرج الفرنسي طوني كاتليف أن يستحضر التراث الروحي والصوفي للشاعر عمر الخيام من خلال أوبريت يشارك فيها فنانون من مختلف دول العالم ستقدم في الحفل الافتتاحي ? وتقترح عرضاً مشهدياً لسيرة هذا الرمز الحي لقيم المحبة والتسامح والذي يحظى باعتراف وإجماع مختلف الحضارات الإنسانية.‏

كما ستحتضن رياض فاس وبعض المآثر التاريخية الأخرى فنانين ومبدعين من بينهم الأمريكية جوان بايز التي من المنتظر أن تقدم روائع من إبداعاتها التي تحتفي بالروح إلى جانب الفنان العربي الكبير وديع الصافي وكذا لطفي بوشناق وغيرهم.‏

وإلى جانب الحفلات الموسيقية سيتم تنظيم معارض فنية وتشكيلية مختلفة في عدة فضاءات كدار التازي ومتحف البطحاء وقصر الجامعي ودار المقري ودار عديل وغيرها. وحسب المنظمين فإن أكثر من 300 صحفي يمثلون الصحافة المرئية والمسموعة والمكتوبة من المغرب والخارج سيقومون بتغطية فعاليات الدورة 18 لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية