بعد أن سيج هؤلاء الشباب وجميع أبناء الشعب عنوان الوطن بالمحبة والاعتزاز والاستعداد للتضحية وبذل الغالي والرخيص في سبيل أن تبقى الراية مرفوعة والكرامة موفورة.
هؤلاء الجنود المجهولون يعملون كخلية نحل، حيث اختلفت جبهة الحرب هذه المرة وتعددت ساحات القتال، وأضحت مواقع التواصل الاجتماعي إحدى هذه الساحات التي تدور في أروقتها ومدوناتها معارك ضارية ولا نبالغ في هذا التوصيف، ولا سيما أن حروف الفتنة هي التي كانت تلك الطلقات التي ابتدأت فيها وقامت على تنفيذها كي يزحف الخراب والويل والرعب ليطول جسم هذا البلد المقاوم والممانع لكل مشاريع التقسيم.. وبالتالي فالجميع يعلم بأن المعركة لم تعد معركة استعراض عضلات أو معركة حديد ونار أو معركة كر وفر، فالعدو واضح والهدف كذلك وهو الفتنة فغدت الكلمة هنا هي السلاح الأمضى وتحدت صور الوطن ورمز كرامته السلاح الأقوى في مواجهة جيش الفتنة ووقودها فكان عمق الانتماء والولاء لهذا الوطن، منطلقين من شعار لا تجعلوا الوطن في ذمة الله، هكذا كانت نداءات الشباب كالذخيرة التي لا تنضب بل تزيد مع كل يوم يمر. هم تفاجؤوا بقوتنا، بعشقنا لهذا الوطن الذي لا مثيل له عند الشعب السوري هذا ما أكده هؤلاء
الشباب وفق عينات مختلفة، فهذه مها أسعد واحدة من الشابات اللواتي ساهمن في هذه المعركة على صفحات الفيس بوك وتصف الحالة بالقول. هؤلاء العابثون بقدراتنا وطاقاتنا تناسوا أننا أبناء سورية ننهل من مبادئ القائد الخالد حافظ الأسد منهجاً ونهجاً نعيشه ونمارس أدبياته في سلوكنا ودراستنا وتعاوناً مع الآخرين، هذا النهج كان سبباً أساسياً في الحرية التي نعيشها الآن، لكن بعض ضعاف النفوس حاولوا اقتناص هذه النعمة مستغلين الظروف التي تعيشها بلدنا متنكرين لخيرات هذا الوطن، ومتناسين فضائله عليهم وهذه هي نقطة ضعفهم، فالحر لا يؤذي اليد التي حررته ولا المنشأة التي يعمل بها.
السمو بحب الوطن
وإلى جانب الناشطين الكثر يؤكد الشاب شادي أحمد أن الجميع أبناء هذا الوطن منهم البار ومنهم العاق، منهم من ترعرع وشب في هذا الوطن ومنهم من عاش خارجه لا فرق بينهم إلا بمقدار حبهم لهذا البلد.
وأوضح أن هناك كلاماً مشيناً ومعيباً عبر صفحات الفيسبوك عبرت عن خلفيات وأخلاقيات هؤلاء وبالمقابل كنت وزملائي من الصعب علينا أن نرد بنفس اللغة والأسلوب لأن السمو بحب الوطن والتعبير عنه لا يسمح للشباب المؤمن بقضايا أمته أن ينظروا إلى الأسفل وإنما النظر دائماً إلى مستوى البصر وما فوق، لذلك كانت تواجهنا العديد من الحملات القذرة بعباراتها ومفرداتها وجملها البعيدة كل البعد عن التربية والأخلاق فهم أقرب إلى أولاد الشوارع أتوا من دروب وزواريب جمعهم المال الأسود وحب الأذى والفتنة والخراب .
هذا النموذج من الشباب الذين تكاتفوا وتعاونوا بحسهم الوطني العالي كدروع بشرية فكرية معرفية وجدوا أن ما فعلوه على شبكات التواصل الاجتماعي هو أبسط أشكال المقاومة حيث كان كفيلاً بإسقاط أفكار ما وراء الجدران السوداء مجرد تغيير صورة الملف الشخصي إلى علم الوطن أو عبارة سورية طائفتي، إنها المعركة الافتراضية التي نجح السوريون بشبابهم وأبنائهم أن يديروا جميع معادلاتها الافتراضية.