تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


على أعتاب عام جديد ..

حديث الناس
الثلاثاء 29-12-2015
هنادة سمير

على أعتاب عام جديد يطل علينا بعد أيام تكثر الدعوات والتمنيات بأن يكون القادم أجمل وان يحمل إلينا فرجاً ونهاية للأزمة التي ألمت ببلادنا فطالت آثارها كل فرد منا بشكل أو بآخر ولا يزال يتجرع مرارتها الملايين من أبناء وطننا .

ولعل أفضل ما يمكن أن نحمله نحن للعام الجديد فضلاً عن الأمنيات والدعوات، مواصلة الجهد والعمل في جميع المجالات وبالأخص تلك التي تسهم في إشاعة روح الإلفة والمحبة في المجتمع وتعمل على رفع المعاناة عمن طالتهم آثار الأزمة بصورة مباشرة فأفقدتهم مصدر الرزق أو السند والمعيل.‏

وفي هذا السياق يفرض الحديث عن المبادرات المجتمعية الآخذة في التوسع يوماً بعد يوم، والتي لم تقف عند حدود الإغاثة وتقديم المساعدات للأسر الفقيرة والمتضررة إنما تطلعت لتحقيق أهداف أسمى واكبر من خلال ربط الهدف الاجتماعي بأهداف تنموية أخرى كتمكين الأسرة والأفراد من الحصول على مورد اقتصادي ثابت يلبي احتياجاتهم ويحقق لهم الاكتفاء الذاتي من خلال توفير وخلق فرص العمل وكذلك تعزيز مفهوم الحفاظ على الموارد ومنعها من الهدر من خلال إعادة تدوير المواد والإفادة منها في إنتاج العديد من السلع التي يمكن أن يكون لها مردود اقتصادي فضلاً عن قيمتها الجمالية .‏

واللافت في الأمر هو تعاون عدة جمعيات على تحقيق أهدافها تلك من خلال تكامل الأدوار بينها ففي الوقت الذي أطلقت فيه جمعية حقوق الطفل (على سبيل المثال) مبادرة لجمع وتدوير الورق منعاً للهدر وللاستفادة من عائدات بيعه في دعم الأسر المسجلة لدى الجمعية قامت جمعية الغادة الخيرية بالتعاون مع عدد من الجمعيات بإطلاق مشروع بعنوان «إبداعك منك وفيك» لتدريب وتخريج دفعات من السيدات القادرات على صناعة مخرجات إبداعية جميلة كصناعة الورود والشموع والإكسسوارات بدءاً من مواد بسيطة بالاعتماد على فكرة التدوير وبالتالي الخروج من حالة طلب المعونة إلى حالة الإنتاج وتامين مصدر للدخل.‏

هذه المبادرات التي تتم برعاية وإشراف حكوميين على فاعليتها وأهميتها تعد قليلة بالقياس إلى حجم الاحتياجات التي أفرزتها الأزمة وهنا تبرز مسؤولية كل منا في دعم تلك المبادرات وإطلاق مبادرات جديدة تصب في الأهداف التنموية ذاتها ومسؤولية الجهات المعنية من جانب آخر في نشر الوعي بأهميتها لتصبح أهدافها ثقافة عامة لدى أبناء المجتمع بما يشجعهم على المساهمة فيها كل بحسب إمكانياته إما عن طريق الانخراط في العمل التطوعي أو من خلال تقديم الدعم المادي المباشر لها، ولتكون الإلفة والمحبة والتكافل الاجتماعي والإنتاج في نهاية المطاف هو العنوان للقادم من أيامنا ، وكل عام وانتم بخير .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية