تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


محاضرات بلا حضور... في مهرجان تمكين اللغة العربية الثاني بدرعا

ثقافة
الأثنين 7-3-2011م
متابعة: زيد المقداد

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية انطلقت فعاليات المهرجان الثاني لتمكين اللغة العربية وذلك في المركز الثقافي العربي، بهدف التعريف بها والحفاظ عليها، فاللغة هي هوية الفرد القومية ووعاء وجدانه ووسيلة التخاطب بين أبناء الأمة الواحدة.

العولمة واللغة‏

في اليوم الأول من المهرجان تحدث الدكتور ممدوح خسارة عضو مجمع اللغة العربية والمدرس في جامعة دمشق عن سبب الاحتفاء باللغة والمخاطر التي تتعرض لها من خلال العولمة حيث قال: هناك عولمة ثقافية تحمل وجوهاً إيجابية، وأخرى سلبية، هذا ما نسميه بالمعركة الثقافية التي تهدف إلى تهميش اللغة وإضعافها وتنميط الثقافات وحصرها في فناءاتهم، وذلك بتهجين الحديث الشفهي والكتابي بكلمات أجنبية، وهنا أكد خسارة أن تعزيز اللغة العربية أمر مهم جداً للحفاظ على عالميتها ومستقبلها لأنها تزداد انتشاراً، حيث أصبحت الجامعات الأوروبية والأميركية والروسية تتسابق على تدريسها ونحن أبناء الأمة واللغة نتسابق على الحديث باللغة العامية على حساب الفصحى، لذا لا بد من التصدي لكل محاولات التهميش والحديث باللهجات العامية.‏

اللغة في الشعر والقصة‏

في فعاليات اليوم الثاني من مهرجان تمكين اللغة أكد كل من الشعراء إبراهيم الجردي- نزار بني المرجة- نديم صقور- جمال سعد الدين- محمود مفلح) أهمية الشعر في تمكين اللغة معتبرين أن الأمسيات الشعرية التي تخللها المهرجان هي جزء هام من تمكين اللغة، فالشعر منذ الأزل لعب دوراً كبيراً ومهماً في حفظ اللغة فهو شكل من أشكال التحبيب والترغيب باللغة الأم، فقد انحدرت اللغة عندما انحدر الشعر في أواخر العصر العباسي، فالشعر يجب أن تكون لديه القدرة على التحدث بالفصحى والكتابة بشكل صحيح وأن تعليم الإنسان وتثقيفه وحثه على القراءة يأتي في المرحلة الأولى لتمكين اللغة، فلا نستطيع أن نمكن اللغة عند الشخص ما لم يكن قارئاً جيداً يتمتع بمفهومها وأصالتها ومفرداتها الزاخرة بالتعابير والصور الجميلة، فالشعر بمدارسه المختلفة يعطي صورة عن السائد حالياً والذي لا بد من الافتخار فيه.‏

وفي ثالث أيام المهرجان أكد القاص حسين الرفاعي والقاص علي عبد الله الإضاءات الإيجابية على بعض إنجازات العربية التي فيها القصة القصيرة جداً للمخزون الفكري والحضاري والتاريخي والرابط الأساسي والمهم.‏

اللغة والإعلام‏

آخر أيام المهرجان تحدثت الدكتورة عفاف لطف الله عضو المكتب التنفيذي لنقابة المعلمين بدمشق عن دور الإعلام والمعلم في تعزيز اللغة العربية حيث قالت: تعززت اللغة وترسخت بسبب نزول القرآن الكريم باللغة العربية، الأمر الذي أسهم في الحفاظ عليها من الهجمات والغزوات الاستعمارية آنذاك ولاسيما في فترات الضعف والتشتت التي مرت بها الأمة العربية عبر العصور، فكانت هناك محطات لنشر اللغة السليمة الفصيحة وتجلى ذلك في مجالس الخلفاء والولاة والحكام في الشرق العربي والغرب العربي من خلال الحوارات الشعرية والثقافية وحلقات النقد، وبدخول أقوام كثيرة في الإسلام انتشرت اللغة ونشطت حركة التأليف والنشر والترجمة، فقد كانت لغة التفاهم والتخاطب والتواصل وأداة الكتابة والتأليف والشعر والأدب وسيلة للنشر والإعلام‏

وهذا يدل على أصالتها وقوتها وصلاحيتها للعلم والفكر والأدب، فهي لغة إعلام إلى الآخرين بالرغم من كل هذا يعتقد الكثيرون أن اللغة الفصيحة لا تصلح للإعلام وهذا زعم قديم ومعروف وهو دعوة صريحة إلى العامية، فنلاحظ أن اللغة المحكية في الإذاعة تكاد تكون بالعامية عدا نشرات الأخبار والبرامج الدينية، وسارعت قنوات التلفزة على منوال الإذاعة في برامجها، فقد عززت المسلسلات والحوارات باللهجات المحلية وأصبحت مدرسة لتعليم اللهجات المختلفة.‏

وإذا تتبعنا عدداً من القنوات الفضائية العربية نجد أنها تكرس اللهجات العامية وقلما تستخدم اللغة الفصيحة وإن استخدمتها فثمة أخطاء كثيرة يرتكبها الإعلامي أو الضيف أو الممثل لأن بعض الإدارات الثقافية لم تقتنع بعد بأن الفصحى تصلح للخطاب والإعلان والأغنية، بالإضافة إلى عدم تمكن الإعلاميين منها وذلك بسبب ضعف الأداء التربوي في المدارس والجامعات ولاسيما في مادة اللغة العربية.‏

وأخيراً‏

عندما نتحدث عن اللغة العربية نستطيع القول: إنها الحاضنة لماضي الأمة ومستقبلها وتراثها، ولابد هنا أن نذكر فقط أساتذة اللغة أنهم من المفترض أن يكونوا أول الحضور في المهرجان الذي يقام تكريماً لها، فهم المعنيون مباشرة بالحفاظ عليهاوتعليمها للناشئة، فعلى سبيل المثال مهرجان اللغة الثاني الذي أقيم في محافظة درعا، لم نجد أكثر من 25 شخصاً في الصالة وأغلبهم من العاملين في المركز الثقافي، فالأولى أن تكون صالة المركز المذكور التي أقيمت عليها الفعاليات مكتظة بالحضور وخاصة المهتمين والدارسين بها.‏

تعليقات الزوار

عبد الرزاق صبح  |    | 07/03/2011 11:17

أن الذين حضروا المهرجان هم من المهتمين والمتابعين للحركة الثقافية في درعا والذين تغيبوا هم المعنيين باللغة العربية وخاصة القائمين عليها

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية