فمازال أطفالنا في الجولان المحتل دمعة وابتسامة في وجوه أتعبها الاحتلال بأساليبه اللانسانية، هناك ومنذ التاريخ المشؤوم لدخول الجلاد إلى أرضنا السورية الجولانية قصص يومية لأطفال قتلوا وتمزقت أجسادهم إما بنيران المحتل مباشرة أو عن طريق الألغام التي زرعها بالقرب من منازلهم وفي بساتينهم ومزارعهم، وأطفال آخرون قد نجوا من الموت لكنهم لم ينجوا من الاصابات التي سببتها الألغام من عاهات وعجز دائم.
هذا الإرهاب المحرم دولياً والذي تستهجنه جميع الاتفاقيات الإنسانية هو يمارس بأشكال مختلفة على الأفراد والمجتمعات في العالم الإسلامي وليس فقط في الجولان.. وهو الأمر الذي يدركه الكثير من العاملين في مجال الخدمات الإنسانية عالمياً.
وبهذا الخصوص أصدرت جامعة أوكسفورد في مطلع الشهر الحالي من عام ال 2011 كتاباً يحمل اسم «الحروب والنزاعات المسلحة والهجمات الإرهابية» من منظور نفسي اجتماعي من العالم الإسلامي، في هذا الكتاب محاولة شاملة لتحليل وتصحيح بعض المفاهيم السائدة عالمياً المتعلقة بالإرهاب، وتبين مدخلاً يعتمد على الحقائق الموجودة على أرض الواقع ودراسة الجذور والتعاريف وتأثيرات الإرهاب النفسية والاجتماعية والبيولوجية على الأفراد وبخاصة النساء والأطفال.
ويضم الكتاب دراسة للدكتور غسان شحرور حول مخلفات الحروب المتفجرة بعنوان «العنف الصامت والمستمر في الوطن العربي» مركزاً على معاناة أطفال الجولان المحتل في مجدل شمس وتأثير الألغام التي تحاصر المنازل وساحات اللعب كما تحاصر الحياة والحرية والمستقبل ويضم غلاف الكتاب صوراً لأطفال الجولان السوري المحتل في إشارة إلى انتهاك الاحتلال لأبسط حقوق الطفولة.
الكتاب الفريد من نوعه وهو من إعداد أ.د أونيزا نياز مديرة مركز أبحاث الصحة النفسية والشدة في كراتش باكستان مؤسسة ورئيسة الجمعية الباكسانية لدراسات الشدة النفسية الرضية.
والمهم والجيد في هذه الخطوة وهذا الكتاب الذي يتألف من 350 صفحة أنه موجه إلى الجامعات الطبية في العالم ووحدات التدريب الأكاديمي العالي والاتحاد العالمي للصحة النفسية ومعاهد بحوث الرضوض النفسية في جميع أنحاء العالم وإلى كافة المنظمات التابعة للأمم المتحدة ولاسيما منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للأمومة والطفولة والمفوضية السامية للاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وعلماء وأطباء النفس وكذلك وكالات الاغاثة من الكوارث ومنظمات المتطوعين والرعاية العالمية ومنظمة اوكسفام لحماية الأطفال عالمياً..الخ
فقد عرض الكتاب حقائق عن الارهاب في الماضي أو في الحاضر موضحاً معاناة الانسان من جراء الاحتلال.