تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في التراث الشعبي الجولاني... حب الوطن والأرض أحد أهم الموروثات

الجولان في القلب
الأثنين 7-3-2011م
لقاء: اسماعيل جرادات

الحب الذي يجمع بين أبناء الجولان كافة له ما يبرره، فالعلاقات الاجتماعية التي كانت ومازالت قائمة بين الجولانيين قد ولدت هذا الحب الذي جعل كل واحد منهم ينظر إلى الآخر على أنه اخوه، يجب أن يقدم له كل عون ومساعدة إن في السراء أو الضراء،

وإذا ما حاولنا قراءة هذا الحب الذي يجمع بين الجولانيين لخرجت بحقيقه واحدة انهم اسرة واحدة متحابة متعاونة، ولا نعني بالحب هنا ذاك الذي يجمع بين شاب وفتاة لأنه باعتقادنا هو تحصيل حاصل طالما أن ما يجمع تلك العائلات والاسر في الجولان هو كثير وكثير جداً، وهذا الحب بالمحصلة هو حب للوطن والارض قبل كل شيء.‏

الباحث الجولاني احمد محمود الحسن يرى في الحب لدى ابناء الجولان على أنه حاجة تجمع بين الأهل والاصدقاء وهو بالتالي ليس مجرد عاطفة انجذاب يحس بها رجل تجاه امرأة معينة أو امرأة تجاه رجل.. ويعرفه الدكتور احسان الهندي انجذاب نحو الآخر وحب الخير له دون ميل للاتحاد معه ويشمل هذا النوع حب الاخوة وافراد العائلة وحب الصديق وحب الرفاق وحب الوطن الذي لا يعلو عليه أي حب، ويتابع الحسن قائلا: بعض العلماء طرح نظرية التشابه الكيميائي في التركيبة الجسدية لكلا العاشقين ما يخلق هذا التجاذب بينهما ويزخر الموروث الشعبي الجولاني بأنواعه المختلفة بالكثير من الحكايا والقصائد والامثال، والقصيدة والاغاني تمثل هذين المعنيين..‏

اللقاء بين العشاق‏

ويضيف الحسن: أتاحت البيئة الشعبية في الجولان فرص لقاءات كثيرة بين الفتيان والفتيات وهي محكومة بآداب مرعية وقيم راسخة في النفوس، والحياة اليومية كانت مسرحاً للقاء وخاصة أثناء الرعي أو على مورد الماء أو الدروب أو الأسواق أو حتى أثناء الضيافة.‏

وهذه هجينة تشير إلى لقاء متحابين أثناء الرعي:‏

يا بنت قوك سلام زين‏

يا للي مع البوش سراحه‏

من همك عين تنام العين‏

على مواصيد وطراحه‏

يا أم الخديد على شكلين‏

تقول مطعم اراحه‏

وكثيراً ما يحدث التلاقي أو المشاهدة على مورد الماء، وفي الهجينة التالية صورة لهذه اللقاءات أو المشاهدات الأولى التي تؤدي إلى إعجاب متبادل من الطرفين ثم إلى حالة عشق تقول هذه الهجينة:‏

يا ترف يا شايل الطل‏

يا وارد على المزيريت‏

سمعت حسك مع القفل‏

يا شوقي ما بك عذاريب‏

وقد يحدث اللقاء فجأة دون موعد كما في هذه الهجينة:‏

وأمس العصر من هلي مديت‏

وإن الغزيل علي دربي‏

ومدهن قذلته بالزيت‏

من حبته والجرح قلبي‏

حبك بقلبي بنى له بيت‏

فاتح شبابيكه ع الغربي‏

وللقصيد في الموروث الجولاني نصيب كبير في وصف المحب لحبيبته كما في هذه القصيدة حيث يقول العاشق واصفا محبوبته التي تختلف عن كل البنات:‏

يا عذارى يلي من فوق الثرى مغتنيات‏

يلي عليكن الشوف مسمية‏

والطول طول شجار الحور العاليات‏

والخصر أضيق من الدلة بشوية‏

ربي يحميك من عيون الحاسدات‏

وطول عمرك ويخليك ليا‏

ولا تنسى الأغاني الشعبية التي تتغنى بالمرأة الجميلة ووصف حال المحبين في مختلف أنواعها من أغاني أبو الزلف- الدلعونا- ظريف الطول- والجفرا من ذلك:‏

يافطيم سوقي الغنم ريت الغنم سيبه‏

وأبوك عمر قصر فوق القصير خيمه‏

يارب يغيب القمر وتصير عتيمه‏

وأضم حبيب العمر ع صدري شويا‏

وهذه عاشقة تنذر نذراً إن عاد محبوبها أن تقوم بالأفراح والليالي الملاح لسبعة أيام فتغني لعودته:‏

لأنذر نذر يا يما لو عاد محبوبي‏

سبع ليال فرح وأرقص على دروبي‏

وأفرش طريق الزين بالورد والياسمين‏

وأني على فراق الزين ما ني صابر يايما‏

حب الوطن والأرض‏

ويتابع قائلا: ولا ننسى حب الوطن وحب الجولان والحنين للعودة إليه، هذا العشق الأبدي للارض وريحها وترابها مثال ذلك هذا الحنين للأرض يقول الشاعر الجولاني:‏

حنت لأيام المودة عهودنا حب‏

الوطن يا دنيتنا ومعبودنا‏

ترابك ذهب ما لو مثيل بها الدني‏

ولا جنة الفردوس مثل بيوتنا‏

كثير غالي ياوطن مالك ثمن‏

من ريحة ترابك عبق بخورنا‏

ويبقى الحب عاطفة نبيلة يتصف بها الإنسان وخاصة إن كانت صادقة بالقول والعمل وكما قيل لا خير بالذي لا يألف ولايؤلف, ولنجتمع جميعاً على محبة الوطن وأرض الجولان حتى يعود لأهله المتيمين بحبه.‏

asmaeel001@yhaoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية