تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مالتوس وأبو شويش

أبجــــد هـــوز
الأثنين 7-3-2011م
معتصم دالاتي

قعد مرة مالتوس يصفن بأحوال الناس.. فوجد أنهم يتكاثرون بشكل كبير، فخاف أن يأتي عليهم يوم لا يجدون فيه ما يأكلون،

فقرر أن يقعد قعدة أخرى ليجد حلاً لهذه المعضلة وفي قعدته الثانية لم يجد حلاً، فقرر قعدة ثالثة ورابعة وخامسة وأن يواظب على القعدات حتى يأتيه الفرج وفي آخر قعدة هبط عليه الحل كما هبط على أرخميدس وهو يلعب بالطاسة التي بين يديه في جرن الحمام فصرخ: وجدتها.‏

مالتوس عالم اقتصادي إنكليزي عاش في القرن التاسع عشر، وهو صاحب النظرية المسماة بالمالتوسية، ومفادها أن الحروب والكوارث الطبيعية تخفف عبء البشر عن الكرة الأرضية، وتقيم التوازن بين التضخم السكاني، وبين موارد الطبيعة، وقد تلقف هذه النظرية آنذاك، العالم الرأسمالي، فقد أعطته المبرر لشن الحروب وقتل البشر دون إحساس بالذنب.‏

أما أبو شويش، فهو حشاش حمصي ذائع الصيت، عاش أواخر القرن التاسع عشر أو بداية القرن العشرين، وكانت نظريته التي يرددها كلما كان في حالة سلطنة وانشراح تتلخص في رؤيته الكونية للبشر والطبيعة من خلال عبارته:« سبحانو الله، كان يكفي لو خلق أرض صغيرة، وسما صغيرة، وشوية ناس مظبوطين»، وبالضرورة فقد كان يصنف نفسه مع الناس المظبوطين.‏

مالتوس الذي تكلم بعلم المادة وأبو شويش حكى بعلم الميتافيزيك، وكلاهما قام بتشخيص الحالة وكلاهما أخطأ في إيجاد الحلول، فالعقل البشري مازال يتقدم باستثمار موارد الطبيعة بما قد يفيض عن حاجة الإنسان، لكن الإنسان يفني عمره وهو يجاهد ليستأثر وحده بكل ما في الطبيعة من أرزاق، ويموت وفي نفسه طمع بأشياء الآخرين.‏

في لقاء بين شخص ألماني، وشخص من إحدى قبائل آكلي لحوم البشر، قال الألماني: إن هتلر أشعل الحرب العالمية الثانية وقتل الملايين من البشر، فسأله آكل لحوم البشر: وهل هتلر هذا أكل كل هؤلاء الأشخاص؟ أجاب الألماني المتحضر باستنكار: لا، فسأله الشخص المتوحش باستغراب: إذاً لماذا قتلهم؟.‏

ارتبك الرجل وخجل أن يقول لزميله البدائي إن الإنسان رغم ما توصل إليه من حضارة ومدنية ، مازال من بين جميع المخلوقات هو الكائن الوحيد الذي يقتل من أجل القتل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية