ودعا لافروف خلال عرضه لتقييم عمل الخارجية الروسية للعام 2015 إلى مواجهة تحدي الإرهاب وأن نضع جانبا كل الأمور الثانوية وأن نعمل على رد الخطر الرئيسي كما كان الوضع في سنوات النضال ضد النازية مشيرا إلى أن المجتمع الدولي ما زال يشهد تشتتا وهذا الأمر لن يسهم في خدمة الهدف الرئيسي.
وأعلن لافروف أن روسيا ستواصل مساهمتها في تشكيل وفد المعارضة السورية فى الوقت المحدد لإجراء محادثات مع الحكومة السورية مؤكدا أن المبدأ الرئيسي هو أن مستقبل سورية ينبغي أن يحدد من قبل السوريين أنفسهم على أساس الحفاظ على سيادة ووحدة وسلامة أراضي هذا البلد.
وأضاف لافروف..لا نريد أن تستمر هذه العملية إلى اللانهاية وسنعمل على تحريكها وفق الأهداف المتفق عليها مشيرا إلى أن ذلك ليس مهمة سهلة يمكن إقرارها على عجل.
وبين لافروف أن أطياف المعارضة السورية لم تصل بعد إلى توافق في الآراء بشأن تشكيلة الوفد في المحادثات مع الحكومة السورية التي أعلنت عن استعدادها للمحادثات من دون تدخل خارجي.
ولفت لافروف إلى أن الاتفاقات المصاغة من قبل مجموعة العمل الدولية الخاصة بسورية والمثبتة فى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254 تؤكد على أن السوريين على أساس اتفاق متبادل بين الحكومة وأطياف المعارضة يجب أن يتفقوا على تشكيل حكومة وحدة وطنية لوضع دستور جديد واجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة موضحا أنه لإنجاز هذه العملية برمتها تم الاتفاق على جدول زمني مدته سنة ونصف السنة.
واعتبر لافروف أن الفعاليات الحاسمة للقوات الجوية الروسية التي اتخذت استجابة لطلب من الحكومة السورية ساعدت على احتواء تقدم الإرهابيين في المنطقة موضحا أن التركيز الرئيسي لجهود الدبلوماسية الروسية كان منصبا على ضمان الدور القيادي لبلادنا في التعبئة الدولية لمواجهة العدوان الإرهابي ولخلق جبهة واسعة ضد الإرهاب.
وأضاف لافروف إنه ونتيجة لهذه الجهود أصبحت صورة ما يحدث أكثر وضوحا حول حقيقة من يناضل فعلا ضد المتطرفين ومن يقوم بدور المتواطئ معهم ومن يحاول استخدامهم لأغراض أنانية خاصة به ويقوم مثل تركيا بتوجيه طعنة غادرة في الظهر لأولئك الذين يحاربون التهديد الإرهابي لافتا إلى أن روسيا تصرفت بشكل نشط وحيوي وتطلعت باستمرار كي تكون في ذروة المسؤولية عن مسار الأحداث في العالم باعتبارها واحدة من الدول الكبرى وعضوا دائما في مجلس الأمن الدولي.
وذكر لافروف الجميع بأن الإرهابيين من تنظيم داعش وغيره من التنظيمات المتطرفة الأخرى استولوا على أراض في سورية والعراق وارتكبوا عددا لا يحصى من الجرائم الوحشية ضد مواطني روسيا ودول أعضاء في الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط وأفريقيا والولايات المتحدة وتسببوا في نزوح جماعي للسكان بما في ذلك في اتجاه البلدان الأوروبية مشددا على أن أعمالهم خلقت تهديدا حقيقيا ليس فقط للأمن الإقليمي ولكن للدولي أيضا.
وقال لافروف إننا نعتقد أن إيجاد حلول للمشاكل المعقدة في عصرنا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الاعتماد على القانون الدولي وعلى أساس مبادئ المساواة والاحترام المتبادل للمصالح المشتركة مع احترام التنوع الثقافي والحضاري في العالم المعاصر وحق الشعوب في تقرير مصيرها.
وعلى صعيد السياسة الدولية حذر لافروف من وجود خطط مبرمجة على أساس الهيمنة الخاصة في الشؤون العالمية وعلى فرض الإرادة والإملاءات على الجميع بهدف الحصول على مزايا لجانب واحد فقط مشيرا إلى أنه جرى تكثيف الجهود من قبل بعض القوى لحماية مصالحها الخاصة على حساب الآخرين وتفتيت الفضاء الاقتصادي العالمي وفي مجال الإعلام نواجه حملة إعلامية نادرة في تأجيج المشاعر بما في ذلك ضد بلادنا ما أضفى على التهديدات الإرهابية حدة غير مسبوقة.
لافروف لكيري: التخلي عن الشروط المسبقة
وخلال اتصال هاتفي دعا لافروف نظيره الاميركي جون كيري خلال اتصال هاتفي أمس إلى التخلي عن الشروط المسبقة في توحيد الجهود ضد تنظيم داعش الإرهابي.
ونقلت وكالة تاس عن بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية قوله انه تم خلال الاتصال الذي جرى بمبادرة من الجانب الاميركي بحث افاق التغلب على الازمة في سورية بما في ذلك في سياق محادثات ممثلي الحكومة السورية والمعارضة التي ينظمها مبعوث الامم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا التي تهدف للتوصل إلى تسوية سياسية .
من جهة ثانية أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن المبعوث الخاص للرئيس الروسي بشأن سورية الكسندر لافرنتييف يقوم هذه الأيام باتصالات مكثفة مع ممثلي دول منطقة الشرق الأوسط.وقالت الخارجية الروسية في بيان لها أمس إن لافرنتييف يجري اتصالات سرية مكثفة هذه الأيام في منطقة الشرق الأوسط.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن بيانها هذا مرتبط بالأخبار التي بثتها وسائل إعلام عن تعطيل مزعوم لعدد من الزيارات التي كان مسؤولون روس يريدون القيام بها إلى السعودية بسبب مقتل الإرهابي زهران علوش متزعم ما يسمى جيش الإسلام في سورية مؤكدة أن هذه المعلومات مجردة من الصحة وأن روسيا مستمرة في اتصالاتها عبر حوار نشط مع الرياض حول جملة من القضايا الخاصة بحل الأزمة في سورية.
«الدفاع الروسية»: رفض واشنطن التعاون في
محاربة داعش أسطوانة مهترئة يجب تغييرها
في الغضون أكدت وزارة الدفاع الروسية أن رفض واشنطن تقديم معلومات عن مواقع الإرهابيين في سورية يظهر أن الولايات المتحدة تحارب تنظيم داعش الإرهابي بالكلام فقط.
ونقل موقع روسيا اليوم عن المتحدث باسم الوزارة اللواء إيغور كوناشينكوف قوله في تصريح أمس إن إعلان المتحدثة الرسمية باسم وزارة الدفاع الأمريكية ميشيل بالدانس عن رفض أي تعاون مع روسيا في إطار محاربة تنظيم داعش بات أسطوانة مهترئة يجب تغييرها منذ زمن بعيد موضحا أن التصريح المبتذل لبالدانس أكد مجددا أن حرب البنتاغون مع داعش تستمر قدما أيضا بالكلام فقط وليس بالأعمال الحقيقية.