ثم أكمل دراسته الإعدادية والثانوية بدير الزور بعد عودة والده وأسرته إلى هناك , وكان من الأوائل .... وحصل على شهادة الثانوية - فرع التقنيات والحاسوب - عام 2011م , ببداية الهجمة الشرسة على بلدنا الأم سورية , وكان مجموع علاماته جيد جداً ( حيث كان ترتيبه الثالث على مستوى محافظة ديرالزور ) , فرفض الدخول إلى كلية التقنيات بحمص , والتحق بالكلية الجوية بحلب دفاعاً عن أرضه وعرضه وشرفه .
وفي عام 2013 قام بعملية بطولية وهو يدافع عن كليته ومطاره بكويرس , حيث فجر للإرهابيين تركس مفخخ (( التركس المفخخ كان متجها باتجاه مساكن الضباط وفجره حينها , وبذلك حمى المساكن ورفاقه ونفسه أيضأً من تلك المفخخة )) , وأصيب على أثرها بطلق ناري في فخذه الأيمن مع كسر في الركبة اليمنى , « ونال على أثر تلك العملية أو على هذا العمل البطولي على شهادة ثناء مع مكافأة مالية من مدير الكلية والمطار « , وأسعف بطائرة هيلوكبتر عسكرية وبقي يعالج مدة ستة أشهر في المشفى العسكري بطرطوس , وبعد أن شفي وتعافى عاد إلى كليته وإلى رفاقه للدفاع عن المطار بمواجهة الإرهابيين التكفيريين .
إصابات متكررة
وفي عام 2014 م أصيب البطل محمد بشظايا في أماكن متفرقة من جسمه نتيجة القذائف التي كانت تسقط على المطار من قبل الإرهابيين , وعولج بالمشفى العسكري بحلب , وأكمل علاجه في المشفى العسكري بطرطوس .... وما أن تحسن وضعه الصحي حتى عاد فوراً إلى موقعه ورفاقه في مطار كويرس يقاتل الإرهابيين دفاعاً عن وطنه وشرفه وعرضه إلى أن شاء الله عزوجل وأكرمه بالشهادة نتيجة تفجير مصفحة مفخخة من قبل الإرهابيين , وكان ذلك يوم الجمعة : 21/8/2015م , ودفن في أرض المطار مع أخوته من الشهداء رفاق السلاح .
وبتاريخ الجمعة : 27/11/2015م , وبعد فك الحصار عن الكلية والمطار (كويرس) والذي دام ثلاث سنوات -تمّ فك الحصار بسواعد وهمة وتصميم الجيش العربي السوري الباسل- تم نقل جثامين ( 25 ) شهيداً إلى محافظة طرطوس , وكان جثمان الشهيد البطل الملازم أول جوي / محمد غسان هلال - السوعان / من ضمنهم كون أهله هجّروا من دير الزور بعد أن دمّر داعش بيوتهم بالكامل, حيث ووري الثرى بمرقده الأخير في مقبرة الشهداء بطرطوس .....
الشهيد ( محمد هلال ) هو ابن مدينة ديرالزور , استشهد ودفن في حلب دفاعاً عن سورية , وأقيمت خيمة العزاء والتهاني في طرطوس ولاحقاً نقل جثمانه إلى طرطوس و وري الثرى في مقبرة الشهداء فيها.
يقول شقيقه الشهيد الحي أنور الذي أصيب في الشيخ مسكين بدرعا خلال ملاحقته مع رجال الجيش العربي السوري للإرهابيين :بعد فك حصار الكلية الجوية ومطار كويرس العسكري , وخروج الضباط أصدقاء الشهيد محمد هلال ورفاقه بالسلاح في ساحة المعركة , وتشريفهم لنا بالزيارة , حدثونا عن صديقهم الشهيد محمد هلال رحمه الله , وكيف كان في الكلية طيلة فترة الحصار والجوع والبرد , وأيضاً قام السيد اللواء طيار منذر زمام مدير الكلية و قائد مطار كويرس التابع لها , بتشريفنا بزيارته لمنزل عائلة الشهيد محمد هلال , وقد أكد سيادة اللواء كلام السادة الضباط أصدقاء الشهيد محمد هلال , وكذلك شرفنا سيادة العقيد طيار إياد غانم ضابط أمن المطار وأكد هو أيضاً كل الكلام السابق عن الشهيد محمد .
وأن دققنا النظر وأمعنا التفكير في مثل هذه الحوادث لتذكرنا السلف الصالح وكيف أنهم على قلتهم وجوعهم , صبروا وفتحوا الدنيا كلها , وأبطال مطار كويرس وكليته ليسوا بأقل منهم شأناً , بل إن سر صمودهم ونجاحهم وانتصارهم هو تكاتفهم ومحبتهم لبعضهم البعض وإيثار أخوتهم على أنفسهم .
بواسلنا في كل مكان
وكما ذكرنا سابقاً : (( ابن ديرالزور يستشهد في حلب ويعطر بدمه ودماء رفاقه الأبطال تراب حلب وأرضها , ويعزى بفقده ويبارك بشهادته ويدفن في أرض طرطوس الكريمة أم الشهداء )) , هكذا كان السلف السابق , وهؤلاء هم الخلف اللاحق من أبناء سورية العزيزة , هؤلاء هم أبناء سورية ومنهم الشهيد محمد حملوا راية الجهاد للدفاع عن العروبة والإسلام , فسورية هي قلب العروبة النابض وعمود الإسلام .
ويتابع شقيقه أنور :سأذكر لكم بعض ما ذكره أصدقاء و رفاق الشهيد الملازم أول (( محمد هلال )) عنه:
عندما قامت الفضائية السورية وخلال تقديمها فيلم عن الكلية الجوية ومطار كويرس , بتاريخ :26/9/ 2015 , ذكر في هذا البرنامج عن شاب من دير الزور , كان في مساكن الضباط هو ورفاقه ,وقد قام هذا الشاب وهو الشهيد الملازم أول الجوي / محمد غسان هلال / بتفجير التركس المفخخ المتجه باتجاه مساكن الضباط , وبذلك حمى المساكن ورفاقه ونفسه من تلك المفخخة , وقد نال على تلك العملية شهادة ثناء من مدير الكلية وقائد المطار اللواء طيار منذر زمام .
كما أن قناة الميادين الفضائية الكريمة والتي نكن لها كل الاحترام والتقدير أيضاً عرضت برنامج على قناتها الكريمة في برنامج :
/ من الأرض - كويرس من السماء إلى الأرض_ بتاريخ 10 كانون الأول 2015 / :
حيث تحدث الملازم عيسى فرحة وهو من مقاتلي الكلية وزميل للشهيد (محمد) , وتحديداً في الدقيقة/21/ عن صديق له من دير الزور(محمد) الذي قام خلال هجوم المرتزقة الدواعش على الكلية بالهجوم هو ومجموعته على عناصر داعش واسترجاع ما أخذه الدواعش وسيطروا عليه خلال هجومهم على المطار حيث تمكنوا من أخذ مستودعين , وقاموا بقتل عدة عناصر من داعش , ثم خاطر بنفسه وقام بالاقتراب من جثث إرهابيي داعش وأخذ جهاز اللاسلكي الذي كان مع قائد مجموعة هؤلاء الدواعش وتحدث بلهجته الديرية عبر جهاز اللاسلكي مع المسلحين ومع قائدهم تحديداً , وحذرهم من متابعة الهجوم واقتحام المطار قائلاً لهم :إن أعداد مقاتلي المطار كبيرة ومعهم ذخيرة وأن قوات مساندة متجهة نحوهم لمؤازرتهم , وطلب منهم الانسحاب فوراً والتراجع , فبث بذلك الرعب والخوف في قلوب المهاجمين الدواعش فأجبرهم على التراجع والانسحاب والهروب ظناً منهم أن المتحدث هو قائد عنصر الدواعش المهاجمين , فتراجعوا لخارج أسوار المطار , وحينها تمكن الطيران السوري من قصفهم بعد خروجهم من قلب المطار والقضاء على العشرات من الدواعش وإصابة المئات منهم , فقام بذلك بحماية المطار وأصدقائه ( أخوته ) من هذا الهجوم العنيف والكبير حينها , ولولا تلك العملية والفطنة والذكاء وسرعة البديهة وحسن التصرف لكان الوضع صعبا بعض الشىء في محيط المطار , وهذا الكلام قيل على لسان الملازم عيسى فرحا , وقال أنه لم يعد يذكر اسمه , هذا الشاب الديري هو الشهيد الملازم أول الجوي / محمد غسان هلال / , حيث يشهد رفاقه على تلك الحادثة وهو يتكلم عبر اللاسلكي مع المسلحين بأسلوب التهكم والاستهزاء والسخرية , وضحكته وضحكات رفاقه الذين معه يكادون يخفونها بصعوبة من شدة الضحك حتى لا يسمعها المسلحون الإرهابيون فيعلمون أنه فخ ,
نشير أخيراً أن الشهيد الحي الرقيب أول احتفاظ / أنور غسان هلال - السوعان / حرس جمهوري - مهام خاصة - قائد مجموعة ..وهو شقيق الشهيد الملازم أول محمد .... أصيب بطلق ناري (( قناصة )) بيده اليسرى وخاصرته اليسرى من قبل الإرهابيين - بدرعا - الشيخ مسكين , وكان ذلك بتاريخ : 27/11/2014 م , وهو يعالج الآن في المشفى العسكري بطرطوس , وقد أجريت له أربع عمليات جراحية ومازال حتى الآن تحت العلاج الجراحي والفيزيائي , وقد حدد له الأطباء موعد العملية الجراحية الخامسة في بداية العام الجديد دعاؤنا له بالشفاء العاجل