كيفية التعامل مع المراهق في أصعب المواقف الحرجة والوصول به إلى شخصية واثقة من نفسها وقوية لكي يصبح أبا عظيما وأما عظيمة ،وهي أخطر منعطف يمر به الشباب وأكبرمنزلق يمكن أن تزل فيه قدمه إذا انعدم التوجيه والعناية به .
يقول الدكتور عبد الرحمن العيسوي : إن المراهقة تختلف من فرد إلى فرد ومن بيئة جغرافية إلى أخرى .ومن سلالة إلى أخرى ،كذلك تختلف باختلاف الأنماط الحضارية التي يتربى في وسطها المراهق .
هناك أشكال مختلفة للمراهقة منها المراهقة الخالية من المشكلات والصعوبات ومنها الانسحابية أي ينسحب المراهق من مجتمع الأسرة ويفضل الانعزال ومنها العدوانية حيث يتسم سلوك المراهق فيها بالعدوان نوعا ما على نفسه وعلى غيره من الناس والأشياء .
وفي بحث ميداني ولقاءات متعددة مع بعض المراهقين وآبائهم .أجرته الباحثة عزة تهامي مهدي تبين أن أهم ما يعاني الآباء منه خلال هذه المرحلة مع أبنائهم هو الخوف الزائد من أصدقاءالسوء وعدم قدرتهم على التمييز بين الخطأ والصواب،متمردون ويرفضون أي نوع من الوصايا أو النصح ،يطالبون بمزيد من الحرية و الاستقلال،يعيشون في عالمهم الخاص ويحاولون الانفصال عن الآباء بشتى الطرق .
يوضح الدكتور احمد المجذوب الخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية مظاهر وخصائص مرحلة المراهقة فيقول :هي الغرق في الخيالات وقراءة القصص و الروايات البوليسية وقصص العنف والإجرام ، كما يميل إلى أحلام اليقظة والحب من أول نظرة ،حب المغامرات وارتكاب الأخطاء والميل إلى التقليد .
وقد اتفق خبراء الاجتماع وعلماء النفس والتربية على أهمية إشراك المراهق في المناقشات العلمية المنظمة التي تتناول علاج مشكلاته ، وتعويده على طرح مشكلاته ومناقشتها مع الكبار في ثقة وصراحة .
كما أوصوا بأهمية تشجيع النشاط الترويجي الموجه والقيام بالرحلات والاشتراك في مناشط الساحات الشعبية والأندية .كما يجب توجيههم نحو العمل بمعسكرات الكشافة ، والمشاركة في مشروعات الخدمة والعمل الصيفي .
وقد أجمعت الاتجاهات الحديثة في دراسة طب النفس أن الأذن المصغية في تلك السن هي الحل لمشكلاتها ،ولمساعدة الأهل على حسن التعامل مع المراهق ومشاكله تقول الأستاذة منى يونس اختصاصيةعلم النفس : السبب في حدوث المشكلة يكمن في اختلاف مفاهيم الآباء عن مفاهيم الأبناء ،وهذا طبيعي لاختلاف الأجيال والأزمان ومعالجة هذه المشكلة لا تكون الا بإحلال الحوار الحقيقي بدل التنافر والصراع والاغتراب المتبادل .
شعور المراهق بالخجل والانطواء يعيقه عن تحقيق تفاعله الاجتماعي ومواجهة مشكلات المرحلة ،فالتدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعوره بالاعتماد على الآخرين في حل مشكلاته ولعلاج هذه المشكلة ينصح بتوجيه المراهق بصورة دائمة وغير مباشرة وإعطاء مساحة كبيرة للنقاش والحوار معه ،والتسامح معه في بعض المواقف الاجتماعية وتشجيعه علىالتحدث والحوار وتعزيز ثقته بنفسه .
عصبية المراهق واندفاعه وعناده ،توتره الدائم يشكل إزعاجا كبيرا للمحيطين به،ويرى الدكتور عبد العزيز محمد أن لعصبية المراهق أسبابا كثيرة منها : أسباب مرتبطة بالتكوين
الموروث في الشخصية ويكون احد الوالدين عصبيا فعلا ،وأسباب بيئية مثل نشأة المراهق في جو تربوي مشحون بالعصبية والسلوك المشاكس الغضوب .
ان ممارسة المراهق للسلوك المزعج كعدم مراعاة الآداب العامة والاعتداء على الناس .تخريب الممتلكات والبيئة والطبيعة ، رغبته في تحقيق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة والأفكار الخاطئة من انه الشخص القوي الشجاع الذي يصرخ بالآخرين ويأخذ حقوقه بيده لا بالحسنى من المشكلات التي يجب أن تعالج من خلال تبصيره بعظمة المسؤوليات التي تقع على كاهله وكيفية الوفاء بالأمانات واشغاله بالخير والأعمال المثمرة البناءة ،نفي العلاقة المزعومة بين الاستقلالية والتعدي على الغير وتشجيعه على مصاحبة الجيدين من الأصدقاء ممن لا يحبون ان يمدوا يد الإساءة للآخرين .
غياب التوجيه السليم والمتابعة اليقظة المتزنة ،كذلك ضعف الاهتمام الأسري وكثرة القيود الاجتماعية وتأنيب الوالدين له أمام إخوته أو أقربائه يقود المراهق نحو التمرد.
من البديهي أن يعيش المراهق صراعا نفسيا ضمن منظومة التغيرات الجسمية والعقلية والاجتماعية التي يعيشها أثناء فترة المراهقة وتوجد علاقة ما بين هذه الصراعات النفسية فمثلا الصراعات ما بين الحاجة إلى تهذيب الذات والحاجة إلى التحرر ،الحاجة إلى الاستقلال والحاجة إلى الاعتماد على الأبوين والأسرة ،صراع بين ما تعلمه وتربى عليه في طفولته وبينما يمارسه الكبار من أفعال وتصرفات ،الحاجة إلى تحديد المستقبل والتخطيط له واختيار العمل أو الوظيفة وبالتالي ينقصه الكثير ولايمكنه أن يدرك ملامح المستقبل مما يصيبه من حيرة وسوء التوافق .
يرى الدكتور بدر محمد : أن علاج تمرد المراهق يكون بالسماح له بالتعبير عن أفكاره وتوجيهه نحو البرامج الفعالة لتكريس وممارسة مفهوم التسامح والتعايش في محيط الأندية الرياضية والثقافية ومد جسور التواصل والتعاون مع أهل الخبرة في المحيط الأسري وخارجه .