تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عنوسة الشباب الذكور.. وجه آخر للمعاناة!

مجتمع
السبت 30 -1-2016
غـانـم مـحـمـد

هناك الكثير من الدراسات والأبحاث التي تناولت ظاهرة «العنوسة» بسبب زيادة نسبة الإناث على الذكور في هذا المجتمع أو ذاك، لكن هل بدأنا نعيش واقعاً جديداً نتحدث فيه عن «عنوسة» الذكور!؟

أسباب كثيرة ومتعددة الألوان تدفع الكثيرين للعزوف عن الزواج هذه الأيام لكن أقساها وأكثرها وجعاً هي الأسباب المادية والتي «تكسر الظهر» كما يقولون، إذ بات من المستحيل على شاب في مقتبل العمر أن يجهّز نفسه ويوفّر الحدود الدنيا من مستلزمات بيت الزوجية هذا إن تركنا المتطلبات الشخصية للشريك جانباً!‏

لن نذهب إلى حالات خاصة وسنتعامل مع هذه القضية على أساس الشريحة الأوسع وهي شريحة الموظفين ونسأل: إذا كان سعر أسوأ غرفة نوم يعادل راتب الموظف لمدة سنتين فهل نتابع ونسأل كم سنة أخرى يحتاج لتجهيز المطبخ والحمام والصالون مفترضين أنه يمتلك بيتاً ولن يدفع راتبه كله آجار بيت؟‏

ولنفترض أن 10% من الشباب في سنّ الزواج يستطيعون الاعتماد على أهلهم الميسورين، ومثلهم وجدوا في الشريك معيناً لهم واجتازوا هذه المرحلة فماذا عن الـ80% الآخرين؟‏

(أحمد - ر) شاب في الـ45 من عمره قال: منزلي بحاجة للإكساء ومنذ خمس سنوات لم استطع أنجز أي مرحلة فيه، الأسعار في حالة جنون وبالكاد نأكل ونشرب وقد نسيت موضوع الزواج، الحياة صعبة بمفردي فكيف إذا تزوجت وأصبح لدي أولاد؟‏

(صلاح - م) شاب موظف في الأربعين من العمر يقبض من راتبه حوالي عشرين ألف ليرة بعد القروض والحسميات قال: بالكاد يكفيني راتبي مواصلات وفواتير هاتف وصرفيات أخرى ضرورية، لا أفكّر حالياً بالزواج لأني لا أستطيع تدبّر متطلباته و( على الله)!‏

( إبراهيم - م) قال: انسَ، الزواج في هذه الظروف دمار وقليلون الذين يقدرون عليه، قبل بضع سنوات كان الشاب يتزوج بمئة ألف ليرة، أما الآن فإن هذا المبلغ لا يكفي لدعوة على الغداء!‏

(محمود - ح) قال: قبل هذه الأزمة كان بإمكان أي شاب أن يجهّز بيته بالتقسيط ويتعاون لاحقاً مع شريكته على تسديد هذه الأقساط أما الآن فلم يعد هناك من يُقسّط وحجتهم أن الأسعار غير مستقرة والحقّ معهم فكيف نتدبّر أمورنا؟‏

لا نستطلع رأي، ولكن نستند إلى آراء عابرة مع شباب موظفين ونسأل: هل من طريقة لمساعدة لشباب في سنّ الزواج ولو من خلال قرض طويل الأمد؟‏

كان الله في عون شبابنا في سن الزواج لأن معوقات كثيرة تقف بوجههم وتزيد معدّل «العنوسة» لا عند الفتيات وحسب بل وعند الذكور أيضاً! الحياة صعبة، والمقبلون على الزواج لا يجدون المخارج المريحة من هذا الواقع القاسي ولا توجد لدينا مؤسسات حكومية أو غير حكومية قادرة على المساعدة وبعض المناسبات الاحتفالية (الأعراس الجماعية) تبقى في إطارها الاحتفالي ولا تشكل واحد بالألف من الحل!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية