تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من حكايا الجينز

استراحة
السبت 30 -1-2016
في العام 1873م، وبعد عشرين عاماً من بداية «الجينز» و«الدينيم»، حصل ليفي شتراوس أخيراً على براءة الاختراع باسمه. وكان من شروط البراءة أن يواصل الرجل بيع السروال بدولار. فهل علينا أن نقارن ذلك بما يحدث اليوم حين تباع سراويل جينز من علامات تجارية عالمية، بسعر قد يصل إلى ألف دولار؟!

قبل أن تصل الأمور إلى هذا الحدّ، كان على سروال «الجينز» أن يواصل رحلة نجاحه، فيتحول من ذخر للباحثين عن الذهب، إلى زي لرعاة البقر، ثم إلى رداء رسمي لجنود الشمال، كما تدل سراويل لا تزال معروضة حتى اليوم في جناح خاص في متحف سميثسونيان في واشنطن، إلى جانب بعض أثمن القطع المتعلقة بتاريخ الولايات المتحدة وأساطيرها. ذلك أن الجينز سرعان ما دخل من باب الأسطورة والتاريخ في آنٍ. وحسبنا هنا أن نتذكر كتابي جون دوس باسوس وجون شناينبك وما جاء فيهما عن تلك السراويل، في بعض أكثر الروايات ارتباطاً بالأسطورة الأمريكية والحلم الأمريكي.‏

ولقد عاش ليفي حتى بداية القرن العشرين. فمات عام 1902م. ثرياً في سان فرانسيسكو، قبل أن يخطر في باله أن سرواله سيصبح جزءاً من ثقافة، ويحدث تبدلاً أساسياً في الذهنية العامة. ولا نخالنا مغالين إن قلنا هذا. فالقرن العشرون، كما كان حافلاً بالأساطير الثقافية العديدة والمتشعبة، عرف كيف يجعل «الجينز» واحدة من أساطيره، ولا سيما مع خروج أمريكا نفسها إلى العالم. وقد يصح هنا أن نقفز مباشرة إلى الأربعينيات من القرن العشرين، لنرى كيف وصل «الجينز» إلى أوروبا، بعدما كان سمة أساسية من سمات الفقر، منذ انهيار سوق مال نيويورك والركود الاقتصادي الأمريكي. وصل السروال إلى أوروبا، أولاً إلى إيطاليا، مع الجنود الأمريكيين الذين كانوا يرتدونه. وبهذا اكتشف الأوروبيون سروالاً، لم يدركوا أن أصله عندهم، مع «العلكة» (اللبان) و«الكوكا كولا» والسوبرماركت، وزمن سبق الهمبرغر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية