ولربما بدا وكأنه طبيب يقول لمراجعه: أنت مريض ولكن دون أن يشخص الأعراض الحقيقية، بل زوده بوصفة من الامنيات والتبريكات، وعلى مقربة منه سرير التشخيص لمعرفة الأعراض ووصف الدواء، ومع ذلك هذا كله لايهم، فالوفد السوري في جنيف حامل لرسالة السوريين التي كتبوها بالتضحيات والعطاء والفداء خلال سنوات خمس وهم يزدادون يقينا وصلابة وقوة ويعرفون أن طاولة المفاوضات لم تكن لترتفع هناك لولا ما قدموه على الارض وان ما عجز عنه الاخرون في ساح الميدان لن يكون لهم لقمة سائغة، لا هنا، ولاهناك .
في جنيف، كما تبدو الصورة الاولية، ثمة ملامح تبدو من خلال اللقاءات والتصريحات الأممية تظهر أن الارادة الدولية عازمة -ولو ظاهرياً على الأقل - للعمل من أجل الوصول الى حل سياسي ينهي هذه الحرب العدوانية الشرسة على الدولة السورية، والحل ليس معطلاً من قبل الدولة السورية أبداً إنما هو معطل من الجهات الداعمة للارهاب والعابثة بأمن المنطقة والعالم.
واذا كان جنيف في محطته الثالثة يبحث عن حل ويضع ملامح الطريق اليه، فإنما عليه أن يعترف أن السوريين يحاربون الارهاب نيابة عن العالم كله، وهم في جنيف يرسمون درباً واضح المعالم، يعرفون ما يريدون، والى أين يتجهون، بينما على المقلب الاخر ممن يسمون انفسهم معارضة ما زالوا تائهين في إعداد قوائم تليها قوائم و بديل البديل، والغاية كما سربت مصادرهم هي حصاد ما اسموه مكافأة نهاية الخدمة، فلربما يستغنى عن الكثيرين منهم .
معارضة غايتها الحصول على سمات دخول جماعية الى سويسرا لطلب اللجوء في نهاية الامر، لا العمل من أجل حل سياسي، وعلى الارض تصعد أدواتهم عدوانها الوحشي لعلها تضع في جعبتهم الخاوية شيئاً لكن الحقيقة أن حصاد الميدان للجيش العربي السوري وعلى وقع لحن يقول: من جنيف هنا دمشق .