وتحميه محاور هامة في برامج المراكز الثقافية في القطر وذلك بهدف وضع أدلة توجيهية على أمور يجب التوعية حولها وتنمية وتعزيز الحس الابداعي والنمو الفكري والمهني وتفتح المجال أمام المواطنين وبشكل خاص الأطفال والشباب لتنمية مهاراتهم في التواصل والتفاعل الإجتماعي، واحترام الرأي الآخر ومن هذه المراكز كان المركز الثقافي العربي في ببيلا وبالتعاون مع المجتمع المحلي/ ناحية ببيلا/ الفرق الحزبية، الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الشعبية.. حيث أقام عدة نشاطات مثل نادي الشباب التنموي ونادي الأطفال الابداعي الذي نحن بصدد التحدث عنه.
تعزيز التواصل الاجتماعي
حيث تحدثت الآنسة سوسن رجب رئيسة المركز قائلة: لقد سعينا في المركز مع الفعاليات في مجتمعنا المحلي بإقامة عدة أنشطة تطوعية بهدف السعي لاكتشاف وتنمية القدرات الفكرية والفنية والابداعية لدى الطفل في إطار المساهمة في المنظومة الثقافية الوطنية وضمن الاستراتيجية السياسية للقيادة العليا في بلدنا ولتحقيق عدة أمور بالنسبة للطفل منها.
العمل على بلورة ملامح الشخصية لدى الطفل /شخصي/وتعزيز ميزة التواصل مع الآخرين من خلال العمل بمفهوم الفريق/اجتماعي/ وصولا إلى تنمية إمكانياته الفنية التي تساعد على اكتشاف الذات/تربوي جمالي/ وبالتالي ظهور أهداف صغيرة حسب كل مرحلة من العمل وستكون فاتحة هذه الفعاليات على شكل ورشة رسم ابداعية لأصدقاء المركز الأطفال بإشراف الفنان التشكيلي فاضل حسين طوعيا ومجانا علما أن النشاط مجاني. إضافة للمسرح والموسيقا...وبذلك نكون قد نفذنا الاستراتيجية الوطنية السورية لثقافة الطفل.
لوحات الطفولة أيقونات جميلة
الفنان فاضل حسين من جانبه رأى أن الطفل هو اللبنة الأساسية في المجتمع لذا يجب فهم وصيته التي ترتكز على الصدق والعفوية وبأن عالمه الخاص يستلزم منا جميعا توظيفه بالشكل الأمثل وعبر عدة طرق والتي منها الرسم على القماش الذي يستخدمه الفنان وبألوانه وبذلك قد حققنا مانطمح له من خلق روح جميلة من خلال المعادلة اللونية المتناسبة مع حجم الطفل وقدراته وسنعمل على عرض هذه اللوحات الثلاثين وبقياساتها 60-80 و50-60 في أحد المعارض أو المراكز الثقافية المعنية بأدب وثقافات الأطفال وحسب رأيي فهذه اللوحات تشكل ايقونات جميلة في الفن البدائي الجميل والتي تحمل آثار أنامل أطفالنا.
الرسم يبعدنا عن تعب الدراسة
الأطفال وفي غمرة إنهماكهم بمزج الألوان والرسم بريشة الفنان تحدثوا وبحرية كبيرة بأن هذه الرسومات تعبر عن بيئتهم وبما يحسون به من مشاعر جميلة تبعدهم عن جو المدرسة في أحيان كثيرة، فهنا الرسم بحرية مطلقة يختلف عن الرسوم المدرسية على الرغم من ضيق المكان وعدم وجود مكان مخصص لتلك الفعاليات، كما أن الألوان المستخدمة هي الألوان المائية كما لو أنهم كبار وهو مايعزز شخصيتهم.
ترسيخ القيم الأخلاقية
المخرج المسرحي عدنان الكرم متطوع يقول: لهذا المشروع أهمية كبيرة فالمسرح أساسي لنشر ثقافة الجمهور وعندما نبدأ بتأسيس هذه الثقافة منذ الطفولة نكون قد عملنا على بناء هذا الطفل بشكله الصحيح لأن المسرح ليس فقط للتسلية أو للقيام بحركات بقصد التهريج الذي يسيء للمسرح بل هو اعداد لبناء سليم ومن هنا هذا النشاط يقدم قيماً تربوية ووطنية نغرسها في عقل الطفل ونرسخ قيماً ومبادىء أخلاقية معززة لبناء المجتمع وإذكاء روح الإخاء والتعاون والوحدة الوطنية وكل ذلك يتم من خلال المسرح.
ضرورة لتقبل العام الدراسي
أما االسيدة عبير وهي مدرسة ثانوي سمعت بالمشروع فأتت بأولادها من منطقة الحسينية وراقبت لمدة يومين فعاليات النادي فلم تجد نفسها إلا وقد انخرطت كمتطوعة ولتكمل رسالتها كمربية في هذا النادي حيث قالت: لم أجد نفسي إلا في خضم العمل وكأن له روحانية خاصة تتسم بالمحبة والتعاون فأنا مؤمنة أن الطفل يجب أن يقضي العطلة الصيفية في نشاطات مفيدة مثل الرياضة المسرح-الموسيقا... وما شدني لهذا النادي هو جو التعامل الأسري وكأنهم أصدقاء تنقل معاني الحب والانسانية والتعامل مع الآخر بإيجابية وقبول الرأي الآخر بحرية عبر وسائل محببة للطفل مما يعني تهذيبه وبلورة شخصية متزنة قابلة للنقاش والأهم من ذلك هو الإبتعاد كليا عن المواد التعليمية وفي ذلك فائدة كبيرة وهي أن هذا الطفل عندما تنتهي العطلة الصيفية يذهب للمدرسة بذهنية صافية وعقل متفتح.
تسوية المشكلات بشكل إبداعي
الموسيقي غزوان بيطار متطوع يقول: إن للموسيقا وقعا خاصا في نفوس الأطفال كما هو الحال عند الكبار وكما تسمى غذاء الروح، فهي تعمل على تنمية إحساس الطفل المرهف فتراه يتفاعل مع الموسيقا الهادئة ببسمة ويعطي رأيه الصحيح وتكشف عما في جوفه من خلال هذا النادي نقوم على تعليم الأطفال كيفية التعامل مع التغيرات الاجتماعية في المجتمع وكيفية التعامل بشكل إيجابي مع التلفزيون والحياة بشكل عام والعمل على تنمية ثقافة تربوية جميلة وإبعاده عن الانطوائية والخوف والملل.
الطريق السليم لمواجهة الخطأ
وبدوره المقدم عناد العباس مدير ناحية ببيلا والذي أشرف على هذا المشروع وتابعه يوما بيوم تحدث قائلا: تأتي أهمية هذا المشروع الثقافي التربوي الاجتماعي الإصلاحي من كونه في منطقة يزيد عدد سكانها أكثر من مليون ونصف غارقة بالجهل، كثيرة المشكلات ولديها العديد من الأفكار البالية التي لا تعتمد على أي منطق ولاتعاليم صحيحة حيث نشاهد أهالي هذه المنطقة الخيرين الطيبين يبتعدون ويحجمون عن إرسال أولادهم إلى هكذا أعمال باستثناء إرسالهم للمعاهد الدينية ونادرا ماتتوجه الأعمال الخيرية إلى مشروع ثقافي، من هنا كان لابد لنا من كسر هذا الحاجز وقمت بإرسال كتب عديدة للمراكز الثقافية الموجودة في المنطقة للعمل على هذا الجانب خاصة وأن السكان طيبون ولايحتاجون سوى التوعية والتوجيه فالطفل بحاجة إلى أوقات ترفيه وتسلية مع الفائدة وذلك لتفجير طاقاته وتكريمه وهو ما تم فعله حقيقة فالمشروع سواء نادي الأطفال أو نادي الشباب أو حتى تكريم المتفوقين هو من أحد مانصبو إليه والأجمل من ذلك هو أن التفاعل مابين الأطفال ورجل الأمن وحرية النقاش الذي يتم قد أعطى نتيجة إيجابية للطفل ولأقرانه وحتى للمجتمع وخاصة أن هؤلاء الأطفال قد انتفت من وجوههم علامات الخوف التي بدت في اللقاء الأول ماساعد على تنمية قدراتهم الشخصية وهو ماسيؤدي باستمرار هذا العمل إلى الابتعاد عن التطرف أو تمضية وقت الفراغ عبر تعاطي المخدرات أو ما شابه ذلك وبالمحصلة وجدت أن هناك أطفالا مبدعين ومحاورين جيدين على عكس رؤية أهاليهم أنه لايمكن أن يكونوا مبدعين، وهنا لابد من طريقة لاستخدام العقل وتنمية ابداعاتهم والطريقة الوحيدة هي دعم الثقافة عبر المراكز الثقافية وإنشاء وبناء الحدائق وملاعب الرياضة وتنشئة هذا الجيل على أسس سليمة وعلمية بعيدة عن التعصب والجهل والتخلف.
من كل تلك المشاركات واللقاء نقول: إن النمو والتقدم منوطان بضمان فرص تعليمية مميزة لأبنائنا تنمي مواهبهم الخاصة وتصقل فكرهم النقدي وبتوفير هذه الفرص يتعزز النمو الفكري والمهني وتتحقق الطموحات الشخصية وينمو الابداع والحس الخلاق عبر تدعيمهما بالعلم والتكنولوجيا وأخلاقنا وقيمنا الحميدة.