تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ضرورة اليسار العربي

معاً على الطريق
الثلاثاء 30-6-2009م
أحمد البرقاوي

في عالم تزداد فيه قوة التوحش الرأسمالي في عصر العولمة اصبحت مناطق كثيرة من هذا العالم التعس عزلاء من اي شبح يخيف عالم الرأسمالية.

فالرأسمالية التي ظلت تعاني من شبح الشيوعية تنفست الصعداء اخيرا، وصارت تشيع الظلام في كل مكان غير مكترثة بأي شبح ،يزرع في روحها الخوف.‏

واذا كان اليسار في العالم اليوم قد تعرض لهزيمة اشبه بالنكبة، ويبحث عما يبعث في روحه الحياة، وخاصة في دول امريكا اللاتينية وبعض دول اوروبا، فان الوطن العربي وطن الموات التاريخي للنهضات، يشهد سباتا يساريا مرعبا وكأن اليسار العربي لم يكن له ماضٍ وليس لدينا ارثا نتكئ عليه.‏

دعوني انطلق من فرضيتي الآتية: ان عالماً معيشا بلايسار عالم لا يمكن العيش فيه، وبالتالي ان هناك ضرورة حياتية لاستعادة دور اليسار في عالمنا العربي.‏

لماذا نتحدث عن ضرورة اليسار العربي؟ لسبب بسيط جدا ان لليسار قوة اخلاقية لايتمتع بها احد طرفي الانحطاط العربي.‏

السلطة من جهة والرأسماليون الوسطاء« الكومبرادوريون» من جهة ثانية.‏

هذه القوة الاخلاقية معبرة عن عشرات الملايين الذين تحرقهم النار الهمجية لعنصري الانحطاط.‏

واليسار اذ يطرح قضايا البشر من منطلق القضاء على الاضطهاد الطبقي والمطالبة بعدالة اجتماعية والدعوة الى تقدم روحي بعيدا عن الاخلاق المنحطة للفئات الهباشة ،يطرح في الوقت نفسه القضية الوطنية والقومية بوصفها قضية الملايين، وعلى اساس المقاومة لكل اشكال التبعية والاحتلال، المقاومة الطريق الوحيد لتحرير فلسطين والقضاء على الكيان العنصري الصهيوني.‏

اجل القضاء على الكيان العنصري الصهيوني، سيضحك الاغنياء الجدد الفرحون بثروتهم والحريصون عليها بكل الوسائل المدمرة للاوطان، ستضحك الابواق المدافعة عن الصلح مع العدو والخنوع.‏

لكن امكانية ازالة العدو اكبر بكثير مما يظن هؤلاء.‏

ضرورة اليسار العربي ضرورة لتجاوز الافق المسدود للحركات الاصولية التي لن تصنع تاريخا جديدا وسعيدا للعالم.‏

ضرورة اليسار العربي ضرورة للتمرد على العالم المرفوض منا والمفروض علينا.‏

اهمية ان يكون لدينا يسار الآن تنبع من المأزق التاريخي الذي وضعتنا به عقليات البدو ، عقليات القرويين، عقليات السّمانة وتجار المفرق والجملة.‏

عقليات التائبين توبة نصوحة عن احلامهم بالحرية.‏

اهمية استعادة اليسار لموقعه في هذا العالم العربي الخرب ، اهمية استعادة الحلم بعد موت المرجع- النموذج السوفيتي -‏

حين يصل البشر الى المطالبة بحق الحياة يعني انهم فقدوا الحياة.‏

هل تتصورون عالما بلا حق بالحياة.‏

حين يصل البشر الى البحث عن قطيمة من الكرامة يعني انهم يعيشون حياتهم بلا كرامة ، هل تتصورون حياة بلا كرامة.‏

عجبا من امر العرب ـ وحدهم الان بلا يسارـ‏

يسار امريكا اللاتينية ينهض وهو على حدود الوحش الامريكي، وبلدان احوج ما تكون لليسار ضد الوحش الامريكي بلا يسار.‏

عالم بلا يسار عالم يقول لمصاصي الدماء ، مصوا دماءنا كما شئتم بوركت انيابكم.‏

نريد ان نستعيد الشبح على الاقل ،كي يخيف على الاقل ،كي نعيش على الاقل.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 30/06/2009 00:16

بإمكان اليسار أن يشد عامة الجماهير في أي مكان في العالم, فيؤثر في بنية مجتمعاته ويحفزها للتغيير, ومن هنا فإن الحاكم الذي لايريد التغيير فإنه يتطلع للجم اليسار عندما يتحسس خطره, وفي وطننا العربي فإن العدة لهذا اللجم جاهزة وفاعلة دوما : كهنوت الدين أي هامان, فهو الأقدر بعامل الدين على تثبيط اليسار سريعا, بل تثبيته بالضربة القاضية.

عدنان مسلم |  adnan_musalam@hotmail.com | 30/06/2009 06:52

جميل جدا هذا الكلام أيها الصديق العزيز لكن يبدو أن اليسار العربي اعجبه المذاق الراسمالي ولم يستطع الاستغناء عنه0 وخاصة العقول التي اشرت اليها0

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية