ودار الحديث خلال اللقاء حول الاوضاع العربية الراهنة وخاصة التطورات على الساحة اللبنانية.
حضر اللقاء السيد وليد المعلم وزير الخارجية.
كما استقبل السيد الرئيس بشار الأسد صباح أمس الوفد المشارك في احتفالية اختتام فعاليات عام القديس بولس التي أقيمت في سورية بمناسبة الألفية الثانية لولادة هذا القديس بالتزامن مع اقامتها في العديد من دول العالم.
ونقل نيافة الكاردينال أنطونيو ماريا روكو فاريلا ممثل قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر تحيات قداسته الى الرئيس الأسد معتبرا أن إقامة هذه الاحتفالية بدمشق لها طابع خاص لما لسورية ودمشق من مكانة خاصة في قلوب مسيحيي العالم ولأن الحضور والتعايش لاتباع الاسلام والمسيحية على هذه الارض السورية يعبر بوضوح عن محورية الحرية الدينية في الحياة الاجتماعية والعامة لشعوبنا.
وأشاد الكاردينال فاريلا بالتناغم الفريد وجو الاخاء والمحبة التي لمسوها بين أبناء الشعب السوري معتبراً أن سورية تجسد بحق النموذج الأمثل للتسامح وتلاقي الثقافات مع الاخرين.
ورحب الرئيس الأسد بالوفود المشاركة وحمل الكاردينال فاريلا تحياته لقداسة البابا بنديكتوس منوها بأهمية دور رجال الدين في تجسيد روح التآخي التي نادت بها جميع الاديان السماوية ومؤكدا أن المسيحيين في الشرق وخصوصا في سورية جزء لا يتجزأ من المجتمع السوري ومشيرا سيادته إلى دورهم الفاعل في الاقتصاد والسياسة والدفاع عن الوطن.
ووصف الكاردينال روكو فاريلا لقاءه بالرئيس الأسد بأنه ودي وناجح للغاية مشيرا إلى ان سورية تتميز بوضع الحريات الدينية حيث ان القوانين والتشريعات تضمنها كما ان التعاون بين مواطنيها يجعل منهم مثالاً للدول والشعوب الاخرى وتحدث الكاردينال في تصريح لوكالة سانا أمس عن تمايز التجربة السورية في تحقيق الانسجام بين جميع المواطنين على اختلاف انتماءاتهم ومعتقداتهم لافتا إلى ان سورية قدمت المثال في الحفاظ على التاريخ المسيحي فيها واحياء اللغة الآرامية عبر معاهد تدريس لغة السيد المسيح في معلولا وغيرها من الخطوات التي تبرهن اهتمام سورية بالكنيسة في الماضي والحاضر ورعايتها الدائمة لها في كل المناسبات.
الرئيس الأسد يستعرض مع فينيمان تعاون اليونسيف مع سورية
و استعرض السيد الرئيس بشار الأسد مع السيدة آن فينيمان المديرة التنفيذية لصندوق الامم المتحدة للطفولة اليونيسيف آلية عمل وتعاون المنظمة مع الدول وخاصة سورية في مجالات التعليم والصحة والغذاء مؤكدا ان التعليم هو استثمار في الانسان وان على الدول الغنية مسؤولية مساعدة الدول الفقيرة في قضايا التعليم الامر الذي يعود بالنفع على الجميع لاحقا.
واشار الرئيس الأسد إلى اهمية البرامج التعليمية والتدريبية لمن هم في سن الشباب لتعزيز ثقافة العمل وذلك من خلال برامج مدروسة جيداً مشدداً على حرص سورية على التعاون المثمر مع اليونيسيف لتشكيل بيئة اجتماعية صديقة للطفل السوري بما يعود بالفائدة والخير عليه وبما يتناسب مع خصوصيته الثقافية والحضارية. وجرى بحث وضع اللاجئين العراقيين ومسؤولية المجتمع الدولي في تقديم الخدمات الصحية والتعليمية لهم حيث رحب الرئيس الأسد بأن تقوم المنظمات الدولية بتقديم هذه الخدمات مباشرة اليهم كما تم التطرق إلى اوضاع الطلبة من ابناء اللاجئين الفلسطينيين في سورية.
كما تم بحث الدور الانساني والانمائي للمنظمة.
بدورها عبرت السيدة فينيمان عن سعادتها بما لمسته من تطور في سورية والتقدم الملحوظ الذي تم تحقيقه في مجالات عدة وخاصة في مجال التعاون البناء بين المنظمة والمؤسسات السورية كما أثنت على الشعب السوري الودود والذي عرف بمودته واحتضانه للاخرين.
حضر اللقاء الدكتور رضا سعيد وزير الصحة والوفد المرافق للسيدة فينيمان. وفي الاطار ذاته التقى الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السيدة فينيمان.
فينيمان: اللقاء مع
الرئيس الأسد بناءً ومثمراً
هذا وقد وصفت السيدة ان فينيمان المديرة التنفيذية لصندوق الامم المتحدة للطفولة اليونيسيف لقاءها مع السيد الرئيس بشار الأسد أمس بأنه بناء ومثمر.
وقالت السيدة فينيمان خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته في فندق الفورسيزنز انه تم بحث مجموعة من القضايا المتعلقة باعطاء الفرص للاطفال والشباب واستثمار طاقاتهم والاهتمام بصحتهم وتعليمهم وتغذيتهم مضيفة ان الرئيس الأسد يرى ان التعليم هو الاستثمار الاهم والرئيسي في المستقبل وندعم تركيز سيادته على التعليم كأولوية.
وأضافت فينيمان.. ما رأيناه في سورية امر مثير للاعجاب بالنسبة لتحقيق الاهداف الانمائية للالفية ولاسيما في مجال الصحة والتعليم حيث انخفضت معدلات وفيات الاطفال دون سن الخامسة من 37 وفاة لكل 1000ولادة حية عام 1990 الى 17 وفاة عام 2007. ونوهت المديرة التنفيذية لليونيسيف بالتقدم الملحوظ الذي حققته سورية في مجال انخفاض معدل وفيات الامهات اثناء الولادة وذلك بفضل انتشار النظام الصحي والخدمات الصحية ورعاية الاسرة .
أما فيما يتعلق بقطاع التعليم قالت فينيمان ان سورية حققت تقدما جيدا حسب المؤشرات التي نستخدمها عادة لقياس تقدم الدول فحوالي 95 بالمئة من اطفال سورية يلتحقون في مدارس مرحلة التعليم الاساسي مشيرة الى وجود بعض التحديات التي تعمل الحكومة السورية بشكل جاد على التعامل معها من خلال عدد من البرامج .
ولفتت المديرة التنفيذية للمنظمة الى الجهود التي بذلتها سورية في استقبالها لاكثر من مليون لاجىء عراقي الامر الذي شكل عبئا اضافيا على خدمات التعليم والصحة مشيرة الى ان سورية سارعت للتعامل والتعاون مع وكالات الامم المتحدة المعنية باللاجئين لوضع البرامج الخاصة بالتعاون مع اليونيسيف والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين وغيرها من اجل تقديم الدعم الاجتماعي للاطفال العراقيين ومنح فرص التعليم لهم اضافة الى مجموعة من البرامج المعدة للشباب والمراهقين وصغار السن لتلبية احتياجاتهم ودمجهم في المجتمع .