وقال أسامة حمدان مدير مركز الفسيفساء في أريحا الذي عمل ثمانية من طلابه على مدار أربعة أشهر من العمل المتواصل انضم إليهم في الشهر والنصف الأخير من العمل أربعة متطوعين إيطاليين من العاملين في مجال الفسيفساء “لقد أنجزنا 15 متراً مربعاً من لوحات الفسيفساء كنسخة طبق الأصل لبعض التي تزين جدار قبة الصخرة المشرفة التي شيدت في العصر الأموي”.
تم تعليق هذه اللوحات على جدران قصر رام الله الثقافي. وتبلغ مساحة الفسيفساء في قبة الصخرة 1200 متر مربع تم اختيار نماذج منها وصنعت لوحات مشابهة لها تماماً من حيث المواد المستخدمة والألوان والحجم. وتبدو إلى جانب لوحات الفسيفساء التي استخدم الزجاج الملون في صنعها لوحات كبيرة بالألوان المائية لتعطي المشهد كاملاً.
ويحتاج الفلسطينيون من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة إلى تصاريح خاصة من سلطات الاحتلال الإسرائيلية لدخول مدينة القدس التي لا يمكن الدخول إليها إلا عبر بوابات رئيسية تتخلل الجدار الذي يحيط بها.
وقالت الايطالية كارلا بنيلي التي شاركت في إنجاز هذا العمل الفني “تمثل الفسيفساء في قبة الصخرة واحدة من أروع أعمال الفسيفساء في العالم من حيث التصاميم والحجم. وأضافت “إن الحرفة التي أنجزت فيها اللوحات الموجودة في قبة الصخرة التي يضاف إليها آيات من القرآن الكريم كتبت بالفسيفساء بطول 240 متراً لا يوجد مثلها اليوم. إنه عمل عظيم رائع يتميز بإسلاميته بحيث يمكن فقط مشاهدة رسومات لأنواع مختلفة من الفواكه والزهور.
وترى بنيلي إن هذا النوع من الفن بدأ بالعودة إلى الأراضي الفلسطينية من خلال افتتاح مركز الفسيفساء في مدينة أريحا وإن كان يتم فيه عمل لوحات الفسيفساء من الحجارة المتوفرة في الأراضي الفلسطينية التي لم تعد تنتج الزجاج المستخدم في مثل هذه اللوحات”.
وتبدو كلفة إنتاج لوحات من الفسيفساء عالية جداً، حيث يكلف المتر الواحد، حسب بنيلي، ألف يورو فقط هي ثمن المواد إذا أضيف إليه ساعات العمل الطويلة التي يحتاجها.
وقال حمدان، مدير مركز الفسيفساء، إن هذا العمل سيتم عرضه في مدن نابلس وبيت لحم، إضافة إلى إيطاليا واليونان.