النسيانْ
أتصفّح ذاكرتي
جرحاً..جرحاً
أبحث عن خارطة الطغيانِ
الكبرى
والصغرى
ومتوسطة الشانِ
وأبحث عن حلمي الدامي القدمينِ
على الطرقاتْ
يزداد النزف الكامن في روحي
وأرى إحدى عشرة ثغرة جرحٍ
وقّعها بالإبهام الأيمن
-عن سابق تصميم-
في ظهري ابن الأمِّ
وابن العمِّ
وابن الدّمْ
ربط التوقيع لساني
فصرخت الآهْ
صعقتني الدهشةٌ يا أبتي
وانتفض القلب المتعب
يهذي من وجعٍ : يا أل.. لا اااهْ
وأراني قد سرتٌ وحيداً
في بيداء العمر الموحش
بين النهر وبين القهرْ
وتلفح وجداني الصحراءْ
كان النهر قريباً مني
كان الماء بعيداً عني
آهٍ يا أبتي لو أني
قد فزت بشربة ماءْ !!
آهٍ يا حزن الدنيا
كم تتبعني مثل الظلِّ
وظلّي يتساقط عن ظهري
شلالاً من وجعٍ
تشربه الأرض - تردده الأصداءْ
كم أنت وفيٌّ يا ظلّي
حتى في لحظات الموتِ
تعانقني
تتسجّى قربي
ترسمني بعد رحيلي
في وجدان الرمل
وفي ذاكرة الأطفالْ
في دقات القلبِ
وفي أفئدة الأجيالْ
اصرخ : كم أنتَ ودودٌ
يا ظلّي
حين تلوّح مبتسماً للغادين
سلاماً
يوشك أن ينطق بالفصحى:
عودوا ثانيةً للأرضِ
فإن الدار خلاءْ
عودوا
فحفيد الغدر
يعسعس حول البيت
ليسبي أختكم العذراءْ