اليوم تتطلع جماهير فلسطين البطلة لجماهير سورية الوفية المعطاءة الكريمة لقد كانت فلسطين تتطلع دائما وفي اوقات المحن والشدائد الى سورية فكما تطلعت اليها ابان معاركها اللاهبة ضد الهجرة اليهودية اليها وضد حاميها البريطاني الذي جاء باسم الانتداب على فلسطين محتلاً يفرض الوطن القومي اليهودي بالقوة على ارض فلسطين ورغم ارادة شعبها يومها كانت سورية قبل استقلالها ويوم كانت هي ايضا تقاتل ببسالة وشرف انماطاً مختلفة من الاحتلال كان الانتداب الفرنسي ايضا الغطاء الذي تم فيه العدوان على سورية واحتلالها ففي تلك السنوات سنوات الجمر المتقدة بالثورة تلفح وجوه المعتدين الفرنسيين ورغم كل هذه العوامل الخارجية التي ناءت بمجملها مرغمة سورية ورغم الظلم والظلام الذي جاء من وراء البحر لم تتخل سورية عن واجبها نحو جزئها الجنوبي فلسطين فكان السلاح يتدفق من سورية لاذكاء نيران ثورات فلسطين اللاهبة لابل كان المتطوعون العرب السوريون يتدفقون مع تدفق السلاح زاحفين عبر الحدود الوهمية مع فلسطين لنجدة اخوتهم عرب فلسطين وصد الهجمة البريطانية اليهودية عن جنوب سورية ودحرها.
هذا كان موقف سورية وعربها في بداية القرن العشرين الماضي وهذا هو موقفها هذه الايام في بداية القرن الحادي والعشرين برغم الضغوط التي تتحملها والتهديدات الامريكية اليومية في اطار الحرب النفسية التي تشنها عليها متذرعة بأوهى الذرائع اضافة لتدخلاتها الوقحة على حدودها ومجالها الاقليمي الذي يعتبر تهديدا مباشرا وسافرا لامنها كل هذا لان سورية ورغم احتلال جزء عزيز غال من ترابها الوطني الجولان مازالت وسط اعجاب المجتمع الدولي متمسكة بالشرعية الدولية في حفاظ شريف ونبيل على ثوابتها القومية مع رغبة حقيقية في السلام القائم على العدل وعلى اساس تطبيق القرارات الدولية القاضية بعودة شعب فلسطين العربي الى ارضه الطيبة.
اي ان سورية لاتنادي بتحرير ارضها المحتلة منذ عام 1967فقط بل تطالب وتصر على صيانة حقوق العرب التاريخية في فلسطين لانها بهذا انما تعلن للدنيا كلها ان مطالبها هي مطالب العرب جميعا وثوابتها هي ثوابت الامة العربية كلها.
واليوم تقول سورية في كافة محافظاتها الوفية وقراها الغيورة وبواديها الاصيلة لبيك فلسطين لبيك ياشعب فلسطين لن نخذلك ابدا فخيارك الديمقراطي هو خيارنا وسنحافظ عليه. اليوم تقود اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني وافشالا للمشروع الصهيوني واجهاضاً للتآمر الامريكي وبإرادة وتأييد قائد سورية الوفي الرئيس بشار الأسد ومن قصر النبلاء حملة التبرع لدعم شعب فلسطين وبالتعاون مع السيدين محافظ دمشق وريف دمشق وممثلي احزاب الجبهة الوطنية التقدمية وممثلي فصائل الثورة الفلسطينية الباقين على العهد, بينما في الوقت نفسه يتولى السادة المحافظون كل في محافظته تنظيم هذا اليوم التاريخي يوم العطاء والوفاء تأكيدا للاخوه العربية الحقيقية وتأييدها لخيار شعب فلسطين في انتخابه حكومته الحماسية الوليدة وهي تتأهب لحمل مسؤوليتها المقدسة تحت سماء الارض المقدسة فلسطين. ولابد لي وللامانة التاريخية ان اعلن بان اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني التي عمت ليل نهار ملبية نداء الواجب المقدس ومنذ انطلاقه الانتفاضة الفلسطينية الاولى وابان الانتفاضة الثانية انتفاضة الاقصى كانت على اتصال يومي وبكافة الطرق المتاحة مع شعب فلسطين لايصال المعونات اليه النقدية والعينية دعما لصموده واستمرارا لانتفاضته. وان اللجنة الشعبية التي كانت على تماس مباشر مع جماهير الشعب العربي السوري وبشكل يومي استطاعت وحتى نهاية العام الماضي ان تكون على اتصال اخوي ويومي مع اكثر من خمسمائة عنوان داخل فلسطين المحتلة بالقدس والضفة الغربية وغزه وتستقبل اصحاب تلك المعونات من داخل فلسطين بمقرها وتتعرف على كل حالة من الحالات التي تستحق الدعم وتتأكد بعد ايصال هذا الدعم من انه قد وصل لمن يستحقونه.
وقد قدمت اللجنة منذ اندلاع الانتفاضة الاولى عام 1987 وحتى ماقبل بدء الحملة الوطنية الراهنة.
ثمانية عشر مليون دولار 18,000000 نقدا تبرع بها شعب سورية الحبيب ووصلت هذه الملايين لأماكنها.
وقد سيرت اللجنة ثلاث عشرة قافلة محملة بكافة انواع الدعم العيني والاحتياجات اللازمة والضرورية لصمود شعب فلسطين الصابر الشجاع. وتقدر حمولتها بثلاثمائة وخمسين الف طن, وقيمتها بسبعة ملايين دولار.
ورغم كل هذه الضعوط والتهديدات ضد سورية لهذه المواقف الانسانية فهاهي تدعم شعب فلسطين في هذا اليوم الذي يستمر لاحد عشر يوما. ان هذا اليوم الوطني الذي يبتدئ اليوم من دمشق انما هو تأكيد لاواصر الدم والقربى تتدعم من خلاله اخوة الكفاح. ان عيب الولايات المتحدة الامريكية أنها لاتؤمن بأننا امة عربية واحدة وهنا اجد نفسي اقول وسأظل اقول مااروعك ياسورية العربية الحبيبة.
مااروعك وانت تؤكدين في كل يوم وحدة الامة العربية العظيمة.
* دكتور دولة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية