إذ ليس من السهل على المراهق الذي اعتاد طيلة حياته السابقة أن يكون طفلا اتكالياً، وعاش مع أهله في علاقات أعطته دوراً ثانوياً، أن يتحوّل إلى ذات مستقلة ، أيضا ليس سهلا على الأهل تقبل استقلاليته.
لكن لضمان مرحلة نماء سليمة لابد من تفهم هذه التغيرات وهذه الحقيقة، بأن الابن أو الابنة أصبحا في طور الاستقلالية، وأنهما يحتاجان أن يقفا على قدميهما، ويختارا ولاءاتهما وقيمهما بنفسيهما، ويبنيا نظرتهما الخاصة عن الحياة.
وإذا استطاع الآباء إدراك بأنّه في كثير من الأحيان تستحوذ على المراهق النزعة إلى الانفصال عنهما أو عن البيت كلياً لعوامل نفسية، فلا بد لهم من مساعدته لتجاوز هذه المرحلة التي تنتهي عندما يكونون قريبين منه وذلك أن يكونا موضع ثقته، وأن يعبِّرا عن مدى ثقتهما به.
أن يتركا له التصرُّف ضمن حدود معقولة وأن يتوصّلا إلى قرارات خاصة به نابعة من تفكيره.
وأن يبتعدا عن التدخّل حتى في صغائر أُموره. أن تتصف تصرفات الأبوين وأقوالهما بالتوافق وألّا تكون متناقضة لأنّ الأبوين خير قدوة للأبناء. كما يتطلّع المراهق إلى التشجيع الدائب الصادر عن الأبوين، وليس أن يجعلاه موضع شك وريبة، فهو يرغب دائما أن يلمس لديهما النظرة الإيجابية إزاءه.
إن مراعاة هذه الجوانب من قبل الأهل وبشكل متعمد، تخفف من آثار هذه المرحلة العمرية، وتضمن نموا صحيحا.