هم اكثر ارادة وتصميما على متابعة التعلم، لأن هذه الارادة هي بعضُ العلاماتِ الفارقةِ في هويّةِ هذا الوطنِ. الوطنِ الذي أمسكَ، ولمّا يزلْ يُمسكُ دفتي التاريخِِ، فيُأنسنَهُ، ويمنحُ التاريخَ نفسَه معنىً لانتمائه إلى الإنسانِ، بدلاً من انتمائِه إلى شريعة ِالغابِ. ولولاها، أي إرادةُ الحياة، لما صمدَتْ سوريّةُ طوالَ السنواتِ الخمس في وجهِ تلكَ الأعاصيرِ الهوجاءِ التي تغوّلتْ في محاولاتِ تدميرها، وإفناءِ هويّتها، وصلابةِ أبنائِها وإيمانِهم بوطنهم، ولما تصدّتْ لذلكَ الظلامِ كلِّه الذي تدفّقَ عليها مموَّلاً، ومدججاً بالأسلحة، من غيرِ مملكةٍ، أو إمارةٍ، أو دولةٍ، غُفْلٍ في التاريخِ، ولا تتقنُ من أبجدياتِ الحضارةِ سوى ما يتقنه أمّيٌّ من ألفِ باءِ اللغةِ، أو الطبِّ، أو الصيدلةِ، أو الفلكِ، أو غيرِ ذلكَ.
اليوم تعود مدارسنا التي ازداد عددها مع انجازات ابطال جيشنا العربي السوري وفي المحافظات كافة، تعود لاستقبال أكثر من 4 ملايين تلميذ وطالب من جميـع مراحــل التعليــم في الفصل الدراسي الثاني، وهم اكثر تصميما على مواجهة الفكر الظلامي التكفيري الوافد الينا من دول الجهل والتجهيل.. ليثبتوا للجميع أن متابعتهم للعام الدراسيّ يعني تأكيداً لإرادةِ السوريين جميعاً، في مواجهة مجمل أشكال تدمير سورية وتشظيتِها وتفتيتِها، حضارةً وجغرافيةً وإنساناً، وأن مؤسسات الدولة أمضى عزيمةً، وأكثرُ إيماناً بانتصار سورية .
اليوم تعود مدارسنا لاستقبال روادها وهي مليئة بالعطاء، والنشاط، والتميز بإرادة طلابنا التي لا تُهزم، وبهمة مدرسينا ومعلمينا وإداريينا، الذين أثبتوا بجدارة ووعي تعزيز ثقافة الانتماء إلى الوطن في مواجهة ثقافة القتل والتدمير.
لقد لمسنا جميعا وخلال الفصل الدراسي الاول ومن خلال لقاءات مع التلاميذ والطلبة وأوليائهم الارادة الصلبة والقوية والتصميم على متابعة التحصيل العلمي رغم الممارسات الإرهابية لشل حركة التعليم.
يتوجه أبناؤنا مستقبل الوطن إلى مدارسهم في الفصل الدراسي الثاني اليوم.. يتوجهون والفرح واضح في أعينهم ليؤكدوا من جديد أن سورية بخير، وأنها قادرة على تجاوز محنتها، والمضي في الصمود والبناء، فضلاً عن توجيه رسالة للإرهابيين بأن رغبة أبناء سورية، ومحبتهم للحياة كانت وستكون أكبر من إرهابهم، وأنها منيعة على الجهل والجهلة، ولننشد دائماً وأبداً في مدارسنا «حماة الديار عليكم سلام» برأس مرفوع وبصر شاخص إلى علم البلاد رمز العزة والفخار.
إننا ونحن ننظر إلى أبناء الوطن وهم ذاهبون إلى مدارسهم الموزعة على مساحة الجغرافية السورية، نقرأ في وجوههم إرادة الحياة مع كل خطوة يخطونها في تصديهم للإرهاب وذلك من خلال إصرارهم على متابعة الدراسة والحصول على اعلى المراتب العلمية التي عرف بها أبناء سورية على مر السنين.