|
|
ساخن. ..وبارد هل نعي أهمية مانشرب? أسواق أو الضرر هو المحدد الرئيس لتناول هذا المشروب أو ذاك, فالمشروب قد يكون عادة كالشاي, أو ثقافة اجتماعية كالقهوة العربية, أو محاكاة للغير كالمشروبات الغازية وبعض العصائر الصناعية. إذا ثمة تبرير عقلي أو عاطفي يؤمن للإنسان دافعية ما تجعله يشرب هذا المشروب دون غيره مقتنعاً بما هو كائن لا بما يجب أن يكون, (الثورة) جالت في أسواق وأذواق المشروبات ساخنها وباردها, وسجلت بعض الانطباعات, وإلى التفاصيل: اختيار غير عقلاني يعتقد محمد, 55 سنة يعمل مدرساً, أن الإنسان في أغلب الأحيان لا يختار ما يشرب على أساس عقلاني, بل على أساس اعتبارات أخرى مختلفة, فقد يدفع أكثر ليحصل على فائدة أقل وربما على ضرر أيضاً, لنأخذ مثلاً علبة المشروبات الغازية أو العصير الصناعي من الحجم الكبير ثمنها قد يعادل ثمن واحد كيلو غرام من الحلبة أو من أي مشروب طبيعي آخر, ولا وجه للمقارنة بين فوائد كل من المشروبين, ورغم ذلك كله, فإن قلة من الناس من يفكر بهذه الطريقة الرشيدة في الاستهلاك والصحة.. إنه أمر مستهجن حقاً!! العاقل بين المجانين .. مجنون!! يرى حسام, طالب جامعي, أن مسألة المشروب مرتبطة بالمقام الأول بسلوك اجتماعي معين, إذ غالباً ما يتم تناول المشروب وفق طقوس جماعية, وهنا لابد من مراعاة ما تفضله (الشلة), كما لا بد من مجاراة أفرادها حتى لو لم تكن صائبة, فالعاقل بين المجانين مجنون بالضرورة -يقول حسام- وقد يعتبر البعض هذا السلوك نوعاً من غريزة القطيع, لكنها الحقيقة بكل شفافية ووضوح. كل (شي إلو شي) أبو عبدو, 70 سنة, اعتاد أن يحضر إلى أحد المقاهي الشعبية صباح مساء كل يوم ليتناول مع أصحابه من المتقاعدين الشاي بالنعناع, وهو يرى أن طبيعة المكان تفرض المشروب وطريقة تناوله, وفلسفته تقوم على مبدأ: كل (شي إلو شي), فمشروب المقهى مثلاً يختلف عن مشروب الطريق, كما يختلف عن مشروب المناسبات العامة أو الخاصة, وهكذا.. مشروب للصيف وآخر للشتاء خالد, مدرس, يشرب أغلب المشروبات الساخنة والباردة المعروفة بين الناس, لكنه يميز بين مشروبات الصيف (الباردة) ومشروبات الشتاء (الحارة), معتبراً أنها (نعم) أنعم الله بها على الإنسان حتى يستطيع أن يتكيف مع مختلف الأجواء بما يضمن اعتدال حرارة جسمه, وكذلك مزاجه.. مشروبات عصرية!! وائل, موظف مبيعات, متحمس جداً للمشروبات الغازية, ويرى أنها حالة عصرية أكثر منها مشروباً, وهي ثقافة آخذة بالانتشار حول العالم بصرف النظر عن اعتقاداته وأفكاره وجغرافيته, إنها السلعة الرئيسة في أسواق العالم, وما عداها استثناء لا أكثر!! نحن نبيع ولنا زبائننا أيضاً ويرفض تحسين الرأي القائل بأن المشروبات الغازية والصناعية وضعت المشروبات الطبيعية على الرف, وأصابت سوقها بحالة من الكساد مؤكداً أنهم أي محال بيع المشروبات الطبيعية يبيعون كما يبيع أصحاب المشروبات الغازية, لأن لكل زبون سلعة, ولولا تعدد الأذواق لبارت السلع.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
