والتي استغرق مداها 27 عاماً من نضال وصمود وتحدي الزعيم الوطني الكبير نيلسون مانديلا يوم رفض القهر والظلم والمأساة وتمرد على صناعة التمييز والهيمنة وآمن بالحرية والعدالة لأنها السبيل الوحيد لصيانة الكرامة الانسانية .سفراء النوايا الحسنة
وانطلاقاً من الرغبة الصادقة في تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها في جميع المجالات اعلن في التاسع والعشرين من الشهر الفائت بفندق شيراتون دمشق عن إطلاق مسابقة أدبية لطلاب الجامعات السورية حول كتاب نيلسون مانديلا (رحلتي الطويلة من أجل الحرية) والتي تقام برعاية وزارة التعليم العالي وسفارة جمهورية جنوب افريقيا بدمشق وبالتعاون مع الاتحاد الوطني لطلبة سورية , حيث حددت شروط المسابقة بأن يكون حجم المقالة عبارة عن 3000 كلمة وتقدم باللغة العربية والموعد المحدد لها هو نهاية شهر شباط القادم .
وتقوم لجنة تحكيم بتحديد الفائزين الأربعة المطلوبين . لتكون الجائزة من نصيبهم وهي عبارة عن تذاكر سفر مجانية على الخطوط القطرية وبدعم من أريبا وقناة الجزيرة إلى جنوب افريقيا في الفترة من17 نيسان بمناسبة عيد الجلاء ولغاية 27 وهو عيد الحرية في جنوب افريقيا وذلك للاطلاع على هذا البلد المناضل وكي يصبح هؤلاء الفائزون سفراء النوايا الحسنة بين البلدين.
الأقلام ... تخط الحروف
إذاً طلبة سورية مدعوون اليوم لامتحان ليس سهلاً لان الغوص في ذاكرة ووجدان الزعيم مانديلا يحتاج إلى تأملات وتفاصيل عميقة لسبر أغوار عقل وقلب زعيم وطني تجاوز مساحة القارة السمراء ليصبح وطنه قلوب ساكني الكرة الأرضية بما يحمله من كنوز القيم والمبادئ العظيمة ولطالما سورية الشرق العربي والفكر التحرري ناصرت هذا الزعيم طيلة نضاله الوطني وساعدته بالدعم السياسي والمعنوي . فهي اليوم قادرة أن تخط عبر أقلام أبنائها بعض حروف الذهب وتيجان النصر لمعادن الرجال الشرفاء كمانديلا وأمثاله .
تقديراً للمواقف الصادقة
السيد محمد دانغور سفير جمهورية جنوب افريقيا بدمشق أوضح في تصريح للثورة أن اختيار سورية كدولة أولى لإجراء هكذا مسابقة إنما هو مؤشر حقيقي لدورها الوطني الرائع أيام النضال الوطني وعرفان بالجميل وتقديراً للمواقف الصادقة والداعمة لحق شعب جنوب افريقيا بالعيش بحرية وسلام وأمان. وأبدى السيد دانغور عزم بلاده تعزيز وتطوير التعاون بين البلدين على جميع المستويات خدمة لمصالح الشعبين .
تعميم الوعي
الدكتور غياث بركات وزير التعليم العالي الذي أعلن بدء المسابقة وبعد استعراضه لمراحل دروب الحرية والاستقلال والصداقة الحميمة بين شعبي البلدين أكد أن هذه الخطوة تأتي في إطار تعميم حالة الوعي المعرفي في أذهان الشباب حول مسيرة كفاح هذا المناضل وما يملكه من خصال وصفات نعتز بها جميعاً كشعوب تعشق الحرية والكرامة , متمنياً أن تكون هذه الرحلة بداية موفقة للعمل نحو توثيق العلاقات بين مؤسسات التعليم العالي ومثيلاتها. وأشار الدكتور بركات أن قيادتي البلدين والدبلوماسية الشعبية ستواجهان كل المخاطر والتحديات وسوف يهزمان الخوف أينما حل لأن إرادة الشعوب هي الأقدر والأقوى علي اجتياز الامتحانات الصعبة مهما عظمت ومن هنا تأتي أهمية هذه المناسبة لتحية أحد أعلام الحرية والسلام قامة نيلسون مانديلا ولنؤكد له اليوم أن دعم سورية اللامتناهي له في ذاك الوقت لايوازيه سعادة اليوم إلا هذه الحرية له ولشعبه والتي أصبحت مدرسة خلاقة في ضمير الشعوب .
محامية جيدة
كما كان للدكتورة بثينة شعبان وزيرة المغتربين حصة من هذا اللقاء النوعي حيث وصفها آنذاك السيد روني كاسيلرز وزير الأمن في حكومة جنوب أفريقيا أثناء زيارته لسورية وحضوره هذه المناسبة , بأنها محامية جيدة للدفاع عن قضايا وطنها فقال في حديثه وقتذاك : حين قدمت إلى دمشق ورأيت هذا الوجه المبتسم قلت في نفسي إنني أعرفها ولكن .... ? وحين تأملت قليلاً وجالت ذاكرتي علمت أنني كنت أشاهدها على شاشات التلفزة وهي تدافع بقوة وصلابة وحجة ومنطق عن قضايا سورية العادلة وهذا ماأسعدني كثيراً لطريقة دفاعها وهي تتحدث عن بلادها.
وبدورها أعربت الدكتورة شعبان عن تقديرها الكبير لتاريخ هذا الشعب وقيادته الوطنية المناضلة وارتياحها لمسيرة العلاقات بين البلدين التي بدأت تنطلق بقوة نحو تفعيل دور المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية في إطار الرغبة السياسية بين البلدين . وأشار كذلك إلى قصة لقائه بالدكتور فيصل مقداد نائب وزير الخارجية يوم كان طالباً عضواً في حركة الطلاب العالمي وقد شاء القدر هذه المرة أن يجمعهما بدمشق .
***
الحضور
حضر في هذه المناسبة كل من السادة:
وزير التعليم العالي ووزيرة المغتربين والدكتور فيصل مقداد نائب وزير الخارجية .
الدكتور وائل معلا رئيس جامعة دمشق والدكتور طارق الخير عميد كلية الاقتصاد والتجارة .
الدكتور راتب الشلاح رئيس اتحاد غرف التجارة السورية .
وعدد من الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية.
ويمثلها الاتحاد الوطني لطلبة سورية .
وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي بدمشق وجمهور المدعوين.
***
لقطة
حين أذن بتقطيع الكعكة البيضاء المستطيلة الشكل التي زينت برسمة غلاف كتاب الزعيم مانديلا, قال وزير الأمن بحكومة جنوب افريقيا : عندما أعود إلى بلدي سأخبر هذا القائد عن هذه الزيارة الهامة وأقول له من باب الدعابة.... بابا أيها الرفيق لقد استمتعنا جميعاً بأكل (وجهك ) أنا والوزراء . متأكد جداً أنه سوف يضحك كثيرا.ً
***
رحلتي في سطور
يستعرض مانديلا في هذا الكتاب باسلوب تحليلي شيق , من خلال تجربته الشخصية المراحل النضالية التي خاضها شعبه ضد سياسة التمييز العنصري القائمة على هيمنة البيض, فنراه طفلاً صغيراً ترعرع في أعماق الريف ثم شاباً يافعاً يطلب العلم في الجامعة ثم موظفاً بسيطاً يكافح لسد رمقه.
إن أهم ماميز شخصية نيلسون مانديلا وجعل منه رمزاً لنضال سكان جنوب افريقيا على اختلاف أعراقهم ومحل إجماعهم هو صدق إيمانه بحقوق أمته وصلابته في التمسك بتلك الحقوق طيلة مسيرته النضالية بلاهوادة أومساومة .
كما تميز بتسامحه مع أعداء الأمس بعد أن انهارت دعائم النضال العنصري البغيض وأذعن البيض إلى القبول بالعيش كغيرهم مواطنين في ظل دولة المساواة والديمقراطية .
يذكر أن صدور أول طبعة للكتاب باللغة الانكليزية عام 1994م وترجم إلى 23لغة في مختلف أنحاء العالم واليوم يقدم باللغة العربية كوثيقة هامة في سجل الأحداث التاريخية الخالدة.