تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


القطاع العام في اقتصاد السوق الاجتماعي

خارج السرب
الاحد 10/12/2006
عبد القادر حصرية

منذ تبني اقتصاد السوق الاجتماعي وهناك خلط في المفاهيم وتساؤلات لدى البعض عن القطاع العام ودوره في اقتصاد السوق الاجتماعي. القضية ليست هي وجود القطاع العام بل هي في اختلاف قواعد عمل هذا القطاع. كذلك يطرح السؤال عن الملكية العامة التي هي موجودة وحمايتها وزيادة قيمتها واجب وطني ودستوري على كل منا.

إن منطق الأمور ولكل من عنده غيرة وطنية يقتضي أن تتم مساعدة القطاع العام للاستفادة من الفرص التي يتيحها الإصلاح الاقتصادي.‏

في اقتصاد السوق الملكية العامة لوسائل الإنتاج ليست هدفاً استراتيجياً بحد ذاته بل التركيز هو على كيفية حماية وصون الملكية العامة في القطاع العام. لدينا قطاع عام كلفنا سنوات من عرق أبناء وطننا وفي الكثير من منشآته استثمرت مئات مليارات الليرات السورية من مواردنا.لذلك يجب تحضير هذا القطاع ليستطيع العمل في ظل نظامنا الاقتصادي الجديد.‏

الاصلاح الاقتصادي يستهدف بالدرجة الأولى القطاع المالي حيث دور هذا القطاع تخصيص الموارد للمؤسسات الاقتصادية الأكثر كفاءة ووفق أسس شفافة ولكل حسب أدائه. وتصبح وظيفة الدولة إعادة توزيع الموارد بهدف تحقيق العدالة لا تخصيص هذه الموارد. من المهم النظر بواقعية وإيجابية إلى التطورات ويجب أن نعي أن انتقاد أداء القطاع العام ليس مديحاً للقطاع الخاص, وإنما كلا القطاعين يواجه تحديات تفرضها التغيرات الاقتصادية والعولمة ويعاني من مشكلات بحاجة للحل ووظيفة الدولة مساعدة كلا الطرفين.‏

القطاع الخاص عليه لعب دور اجتماعي أكبر, ومن جانب آخر على القطاع العام أن يلعب دوراً اقتصادياً أكبر. وعندما يلعب القطاع العام دوراً اقتصادياً أكبر, فهذا يعني اهتماماً أكثر وخدمة أفضل للزبائن وبالتالي فالمدافعون عنه سيكونون كثرا.‏

إن للاصلاح كلفة لا بد منها على أمل يوم أفضل لاقتصادنا وأجيالنا القادمة أسوة بما فعلت دول العالم الأخرى. إن المرحلة القادمة تقتضي الالتزام بقطاع عام قوي وفعال وقادر على المنافسة وحيث تحقيق أهدافه الاجتماعية هي عبر عمله على أسس تجارية. ولتحقيق ذلك هناك حاجة للقدرة على الاختيار وتركيز استراتيجي focus strategic على القطاعات ذات الأهمية لاقتصادنا وحيث الفعالية الخاصة غير قادرة على تلبية حاجاتنا. هناك حاجة لمنح المزيد من الاستقلالية الإدارية والاقتصادية للمؤسسات الرابحة في القطاع العام لتتمكن من العمل في بيئة تنافسية كاملة لتستطيع المحافظة على ربحيتها لا بل زيادتها. وبالتالي لن يهم من يملك طالما أن هذه المؤسسات تعمل وتساهم في تعزيز مناعة اقتصادنا الوطني.‏

عندما ننجح في إصلاح القطاع العام فسيكون لدينا دعائم أفضل لاقتصادنا وسيكون العمال والخزينة العامة والمتعاملون معه مستفيدين من هذا الاصلاح ومن المؤسسات التي هي ملك للشعب تنتج له وتزيد الناتج المحلي الإجمالي وهو ما ينعكس زيادة في السلع والخدمات وزيادة في نصيب الفرد منها وهو ما يعني مستوى معيشي أفضل لكل فرد من الشعب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية