تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المؤتمر السوري -التركي الأول للسلطات المحلية خطة للتعاون المشترك واتفاقات جديدة لتسهيل كفاءة التجارة

دمشق
اقتصاديات
الاحد 10/12/2006
سحر عويضة -باسل معلا

يشكل هذا المؤتمر بأهدافه وغاياته خطوة متقدمة ونقلة نوعية على صعيد إرساء علاقات تعاون متنامية بين سورية وتركيا ترابطت حلقاتها على مدى السنوات الماضية انطلاقاً من الرغبة والإرادة السياسية المشتركة التي شكلت قوة دفع لمسارات التعاون المشترك في الميادين الاقتصادية والتجارية والثقافية والاجتماعية

وهي مسارات تزيدها قوة ومتانة علاقات الجوار وأواصر الثقافة والتاريخ والموقع الجغرافي والمصالح المتبادلة التي تفرض علينا العمل سوية والتفكير جدياً باتجاه اقامة شراكة حقيقية بين مختلف القطاعات السورية والتركية تكون مدخلاً للتكامل الاقتصادي والاقليمي الذي يجسد التطلعات والآمال المستقبلية.‏

***‏

هذا ما أكده المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء عند افتتاحه المؤتمر التركي -السوري الأول للسلطات المحلية بحضور السيد عبد القادر أكو وزير الداخلية التركي وفرانك هيسكه رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي وحشد من الوزراء والمحافظين ورجال الأعمال السوريين, إضافة إلى الوفد التركي المشارك الذي يضم ولاة ومحافظين ورجال أعمال اتراك.‏

وأضاف عطري بأن حجم التبادل التجاري بين البلدين قد وصل هذا العام إلى مليار دولار ومن المتوقع أن يصل في العام القادم إلى ضعف هذا الحجم خاصة مع بدء تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة المشتركة بين البلدين إضافة إلى تزايد الاستثمارات التركية في سورية بشكل مستمر.‏

كما تضمن المؤتمر والذي اتسم بطابع اقتصادي العديد من المحاور والنقاشات والتي تمثلت بالشراكة بين السلطات المحلية ومستثمري القطاع الخاص والترويج لفرص الاستثمار في المدن السورية ومواضيع الاستثمار والعلاقات بين قطاع الأعمال والبلديات والشراكات المحتملة على المستوى المحلي بين تركيا وسورية مع تشجيع برامج السياحة المحلية, إضافة إلى دور الحكومات المحلية في تسهيل الاستثمار ودراسة حالة تبين فوائد الاستثمار في سورية.‏

شراكة حقيقية على المستوى الاقتصادي‏

من جانبه الدكتور عامر حسني لطفي وزير الاقتصاد توقع أن ترتفع معدلات التبادل التجاري بين سورية وتركيا في السنوات القادمة مشيراً إلى وجود جملة من الاتفاقات التي عقدت بين البلدين من شأنها أن تسهل كفاءة التجارة فالمعابر الحدودية أصبحت أكثر تنظيماً كل ماله علاقة بتبسيط الاجراءات بدأت ترجمته على أرض الواقع.‏

وأوضح د.لطفي في تصريح خاص للثورة أن التبادل التجاري بين البلدين يسير بطريقة صحيحة ويحقق أرقاماً مرتفعة بالقيم المطلقة لافتاً إلى أن هذا كله قبل أن تدخل منطقة التجارة الحرة حيز التنفيذ والتي ستبدأ في مطلع عام 2007 متوقعاً أن يرفع دخولها حيز التنفيذ معدلات التبادل وامكانيات التنافس بين البضائع السورية والتركية وأن يزيد القدرة التنافسية لاقتصاد البلدين ولا سيما على مستوى الجودة والتكلفة.‏

منطقتان حدوديتان دون جمارك‏

وأشار لطفي إلى أنه سيتم قريباً فتح منطقتين حدوديتين تخلوان من التعرفة الجمركية كل ماله علاقة بالأمور الكمية والنقدية منذ اللحظة الأولى.‏

موضحاً أن هذه المنطقة ستدخل إليها بضائع تركية وسورية معفاة من كل أنواع التعرفة الجمركية شريطة أن تكون بشهادة منشأ سورية أو تركية ويحق للسوريين والاتراك الدخول إلى هذه المناطق والشراء بشكل مباشر.‏

ولفت لطفي إلى أن هذا الأمر يترجم وجود شراكة حقيقية بين البلدين على المستوى الاقتصادي تتضمن الجانب التجاري والجانب الاستثماري حيث تنتقل رؤوس الأموال وتتدفق من الجانبين إلى الاستثمار بهدف اعطاء معدلات نمو اقتصادية مرتفعة في البلدين.‏

واعتقد لطفي أن تشهد الفترة القادمة تدفقات استثمارية كبيرة لما يحمل الاقتصاد السوري من امكانيات واعدة لنجاح عملية الاصلاح الاقتصادي وانعكاسها على معدلات النمو الاستثمارية.‏

فرصة لاتصال المستثمرين في البلدين‏

بدوره أشار المهندس هلال الأطرش وزير الإدارة المحلية والبيئة في تصريح خاص للثورة إلى أن تجربة الإدارة المحلية في سورية غنية والتجربة التركية مناسبة وقريبة إلى واقع سورية لافتاً إلى وجود خطة للتعاون المشترك وتبادل الخبرات بين البلدين وإلى وجود مشروع تقوم به المفوضية الأوروبية هو مشروع تحديث الإدارة البلدية في سورية ومن هذا النشاط تبادل الخبرات مع بلديات مختلفة في العالم.‏

وأوضح الأطرش أن المؤتمر سيبحث في مجالات متعددة منها اتصال المستثمرين بين البلدين لاستقطاب الاستثمارات إلى سورية وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين بالإضافة إلى محاور متعددة تتعلق بالنشاط الاقتصادي والسياحي.‏

لافتاً إلى استفادة سورية من تجربة تركيا في مجال المدن الصناعية ووجود عدد كبير من المستثمرين الاتراك في مدينة الشيخ نجار الصناعية بحلب.‏

الاستفادة من التجربة التركية‏

ومن جانبه أشار الدكتور علي منصورة محافظ السويداء إلى أن المؤتمر يهدف إلى الاطلاع على التجربة التركية في مجال السلطات المحلية وقطاع الأعمال والاستثمار الأمر الذي يتيح المجال أمام الجانب السوري الاستفادة من هذه التجربة على صعيد تنمية المحافظات عبر تفعيل الموارد الذاتية المتباينة في كل محافظة واستغلالها في تمويل مشاريع خدمية واقتصادية في سورية.‏

وأشار إلى ضرورة النهوض بالعلاقات السورية التركية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والخدمية إلى مستوى العلاقة السياسية القوية والمتينة بين البلدين.‏

2 مليار ليرة حجم الاستثمارات التركية في حلب‏

كما أكد المهندس هيثم ضو مدير عام مدينة الشيخ نجار الصناعية في حلب على وجود /11/ مشروعاً استثمارياً تركياً في مدينة الشيخ نجار منها /5/ مشاريع نفذت من قبل رجال أعمال أتراك و/6/ هي بمثابة مشاريع مشتركة ما بين رجال أعمال أتراك وسوريين وعليه فإن كلفة هذه المشاريع تقدر ب/2/ مليار ل.س.‏

***‏

مقومات سورية السياحية أهم محركات التنمية‏

أكد الدكتور سعد الله آغا القلعة وزير السياحة في مداخلة أن السياحة في سورية تمتلك أهم المقومات التي تؤهلها أن تكون أبرز أعمدة الاقتصاد الوطني والتي تؤهلها أن تكون قادرة على أن تصبح أحد محركات التنمية في سورية.‏

وأشار وزير السياحة أن الوزارة الآن تهدف إلى توجيه أعمالها عبر عدة محاور أهمها الترويج عبر شبكات السياحة وتسهيل إجراءات الدخول إلى سورية.‏

لافتا إلى أن الحكومة قد رفعت موازنة الترويج للسياحة من 1.7 مليون دولار في عام 2006 إلى 5.5 مليون دولار في عام .2007‏

وأوضح أن معدل تزايد السياحة في سورية قد ارتفع إلى 15% من السياحة في الشرق الأوسط مشيرا إلى أن عدد السياح الذين يدخلون سورية سنويا 3.4 مليون سائح إضافة إلى مليون مغترب يدخلونها سنويا .‏

وفي السياق نفسه أوضح وزير السياحة أن تزايد عدد السياح يستلزم الاستثمارات الفندقية لتحقيق التوازن بين عدد السياح وعدد الفنادق مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الفنادق قد وضع في الخدمة هذا العام أهمها الفورسيزن وفندق 5نجوم في تدمر.‏

ولفت إلى تمركز الاستثمارات في دمشق وريفها بنحو51% و49% في بقية المحافظات وإلى خطة تحول جذري حول توزع هذه الاستثمارات في جميع المحافظات السورية.‏

***‏

تطوير دور القطاع الخاص في الاستثمار‏

قدم السيد رفعت حصار جيكلي أوغلو رئيس اتحاد الغرف والبورصة التركية مداخلة في المؤتمر حول تعزيز التبادل التجاري وتشجيع استثمار القطاع الخاص في التنمية المحلية في البلدين اشار فيها الى ان اتحاد الغرف والبورصة التركية يرغب في تطوير العلاقات اكثر مع رجال الاعمال السوريين ويسعى الى تنفيذ مشروع تحديث معبر الجمارك الحدودي في جيلوة جوز وباب الهوى بهدف زيادة التجارة بين البلدين لافتا الى ان قيام الحكومة السورية بمنح تأشيرة الدخول لرجال الاعمال والصناعيين الاتراك في المعابر الحدودية يشكل خطوة هامة من ناحية تشجيع التجارة بين الدولتين.‏

وعبر عن امتنانه للحكومة السورية جراء التوقيع على اتفاقيات التجارة الحرة ومنع الازدواج الضريبي وتشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة.‏

وتحدث اوغلو عن الشركات التركية التي 65% من الصادرات للمنتجات الصناعية مشيرا الى ان تركيا بدأت بتغيير نموذجها الاقتصادي حيث حققت تحولا من البنية المستندة على القطاع العام والمنغلقة عن الخارج الى نموذج يستند على القطاع الخاص ومنفتح للمنافسة الخارجية وبهذه الطريقة بدأ القطاع الخاص يتطور ويتبلور ولفت الى انه للادارة المحلية دور هام في تحقيق هذا التحول حيث ظهرت المؤسسات المتوسطة الحجم التي تشكل القوة الدافعة للاقتصاد التركي.‏

الانتاجية الشرط الاساسي للتنمية‏

السيد آرول فايا رئيس اتحاد بلديات العالم التركي اشار في مداخلته الى ان اهم شرط للتنمية هو استخدام الموارد في المكان الصحيح وبالطرق الصحيحة وبشكل اقتصادي موضحا ان الامم المتحدة والمؤسسات الدولية ترى في توفير الفعالية والانتاجية الشرط الاهم في تنمية البلاد.‏

ورأى السيد فايا ان الفهم الاداري يعبر عن المستوى الذي وصلت إليه حركة الادارة العامة الجيدة التي تستلزم تملك المجموعات الاجتماعية للآليات والمؤسسات اللازمة للمحافظة على مصالحها والدفاع عن حقوقها القانونية واعتبر المعلومات اهم ثروة في يومنا هذا باعتبارها وثيقة اثراء تطور مستوى التعاون والتنسيق بين وحدات الادارة المحلية من ناحية التنمية المحلية.‏

***‏

يحدث اليوم‏

يتابع المؤتمر السوري-التركي للسلطات المحلية أعماله صباح اليوم بحلقة نقاش تحت عنوان: تبادل الخبرات في اللامركزية والإدارة المحلية الفعالة الكفوءة يديرها السيد رومان ويجكونفسكي,خبير اللامركزية.‏

تتضمن أوراق عمل الأولى حول إصلاح الإدارات المحلية واللامركزية المالية للسيد أركان توباكا المدير العا م للإدارة المحلية في وزارة الداخلية التركية والثانية بعنوان :الإدارة المحلية وسياسات اللامركزية للسيد نبيل عمران محافظ ريف دمشق والثالثة نحو التخطيط الاستراتيجي في المحافظات والبلديات للسيد فكرت توغنتوس منسق مشروع الحكم الجيد للمؤسسات التركية وورقة حول إصلاحات الموازنة المتعلقة بالإدارات المحلية للدكتور أحمد كيزيك رئىس مكتب التخطيط الاستراتيجي في وزارة المالية التركية ثم يقدم خبير إدارة القطاع العام الدكتور شريف سابان ورقة حول تنمية مصادر التمويل الذاتي للمدن,ثم نقاش مفتوح حول الندوة. وتحت عنوان التوءمة وإنشاء الشبكات يدير السيد ايريك بوفن ندوة يشارك فيها خبراء من الجانبين السوري والتركي تحت عدة عناوين منها الخبرة التركية في تأسيس الاتحادات البلدية , دور المنظمات غير الحكومية ,المشاركة وإنشاء شبكات التواصل بهدف التنمية وتأسيس شراكات وشبكات تواصل بين المدن السورية والتركية ...‏

وفي الواحدة ظهرا ستعقد حلقة المدن التاريخية: الشراكة,المحافظة,التجديد تتضمن عناوين,حماية العالم المعمارية العثمانية في سورية لسمير عبد الحق والتدخل العمراني في التطور الحضاري للمدن ذات الطابع التاريخي ثم دراسة حالة دمشق,اسطنبول مشروع تعاون.‏

ومناقشة ثم إنهاء أعمال المؤتمر بالتوصيات ومنح جوائز لأفضل تعاون بين اثنين من السلطات المحلية التركية والسورية. هذا وكانت الجلسة المسائية ليوم امس تضمنت محاضرات للدكتور تامر الحجة محافظ حلب تحدث فيها عن دور الحكومات المحلية في تسهيل الاستثمار في ضوء التسهيلات المالية والقانونية للاستثمارات في سورية.‏

وقدم السيد مصطفى أوغلو مستثمر تركي في المدينة الصناعية بحلب دراسة بينت حالة فوائد الاستثمار في سورية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية