وصف مبعوث الأمم المتحدة إلى (الشرق الأوسط) الفارو دوسوتو الموقف المنحاز للجنة الرباعية الدولية بزعامة واشنطن وقد اقتطفت صحيفة لومانتييه الفرنسية بعضا مما جاء في تقريره حيث استهله قائلا: إحدى تبعات سياسة اللجنة الرباعية تجلت في عدم ممارستها اي ضغوط تذكر على (اسرائيل) اذ وبينما كانت الاهتمامات منصبة جميعها ومتوجهة نحو حماس وحصارها والتضييق عليها كانت عمليات الاستيطان وبناء جدار الفصل قائمة على قدم وساق دون توجيه اي اعتراض عليهما ويسلط الدبلوماسي دوسوتو بمرارة وحسرة الضوء على موقف الاسرة الدولية وقد انحازت كليا تحت الضغوط الأميركية إلى الجانب الإسرائيلي ويعتقد أن تلك اللجنة المتشكلة من عضوية كل من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة بهدف مساعدة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على تطبيق (خارطة الطريق) هي عمليا مجموعة اصدقاء للولايات المتحدة التي تعتبر نفسها في حل من امرها في اجراء مشاورات مع غيرها سوى في حالة واحدة ان شعرت أن هذا يناسبها وضمن هذا السياق وفي مسألة تحويل الأموال المجمدة في (اسرائيل) الى السلطة الفلسطينية تم منع اللجنة الدولية من اعلان موقفها لأن الولايات المتحدة كما ذكر لنا ممثلو اللجنة لا تريد تحويل (اسرائيل) لتلك الأموال ويذكر دوسوتو في معرض تقريره أن الاتجاه لدى اصحاب القرار الأميركي كان ميالا إلى الانصياع إلى اقل بادرة يمكن أن تكدر صفو (اسرائيل).
الأمر الذي فرض على الجميع نوعاً من الرقابة الذاتية حتى داخل الأمم المتحدة وثمة انعكاس لذلك ظاهر لدى اي موقف على الأمم المتحدة اتخاذه فهي تتسائل أولا عن رد (فعل اسرائيل) وواشنطن حيال هذا الموقف اكثر منه تساؤلها إن كان موقفها هذا ايجابياً وعادلاً لتبنيه.
كما ودفعت الولايات المتحدة بخيار المواجهات والصدامات وتأجيجها بين الفلسطينيين ففي حين سعت حركة حماس وعقب فوزها في الانتخابات التشريعية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية يقول دوسوتو ( سعت الولايات المتحدة من جانبها إلى ترك حماس وحيدة في تشكيل حكومتها) ويستطرد: ( قالوا لنا إنه لاينبغي إزالة الخط الفاصل بين حماس والقوى الفلسطينية الأخرى الملتزمة في الحل القائم على أساس إنشاء دولتين) في ذلك الحين يقول دوسوتو ولغاية ابرام اتفاق مكة بعد عام ذهبت الولايات المتحدة وبشكل واضح في الأمور باتجاه تفجير المواجهات بين فتح وحماس إلى درجة انه وقبل اسبوع من اجتماع مكة صرح المبعوث الأميركي وفي مناسبتين خلال اجتماع في واشنطن قائلا» كم احب هذا العنف !).
في معرض تعليقه على حرب الأخوة التي اشتعلت في غزة بين الفصيلين الفلسطينيين وحصدت معها اعداداً من القتلى والجرحى من المدنيين بهدف أن يقولوا لنا إن هناك »فلسطينيين آخرين يقارعون وضد حماس).