كما أنها بهذا السحر الغامض باتت تؤثر العالم المهتم بصناعاتها والقلق بآن واحد.
فترى الغرب متأرجحاً بين الخشية والإعجاب,فتراه بعض الأحيان متفاجئاً مما يراه أمامه من تقدم اقتصادي نافس العالم الغربي بكل جبروته.
ومن الهام أن يدرك الأوروبيون والأمريكيون جيداً أن هذه الدولة مهيأة لتصبح يوماً ما قوة عظمى. قبل أكثر من ثلاثين عاماً نشر آلن بيرفيت (حين تستيقظ الصين.. سيهتز العالم), فهل كان بقوله هذا يخشى نهضتها أم عودتها.
الجميع يعلم أن تاريخ الصين يعود إلى آلاف السنين, وهو غني بالتقاليد والوجود القوي لا سيما الديمغرافي, والذي طالما ضمن لها الدور الأول في العالم.
أحياناً يظهر العالم تفاجأه, لكن ليس المقصود المفاجآت بقدر ما يقصد الإعجاب (فصحوة) أو نهضة حدثت بشكل لم يشعر به أحد, خلف ظلال عولمة ملائمة.
مدير معهد شوزيل للدراسات الدولية ومدير مجلة (جيو ايكونومي) باسكال لورو وضح نجاح الصين وحلل الصفقات الناجمة عن هذا النجاح.
كما فسر التناقضات, السحر وكذلك المخاوف التي ترافق التطور الاقتصادي وتطال المجال السياسي: الصين تمر في مرحلة انتقال بين النظام الاقليمي والنظام العالمي. هل ستشكل الصين يوماً ما تهديداً فعلياً للغرب? وضمن أي مجالات?.
يقول لورو إنه من بين الدول النامية تملك الصين سلاحاً نووياً وأن (ناقلاتها النووية العابرة للقارات قادرة اليوم على تهديد الأراضي الأمريكية مالم نقل الأوروبية). ويشير أيضاً أن الغرب يستخف بالصين و باتجاهيها, أولاً لأن هذه الدولة لم تنفك تفكر كقوة عظمى ولم تشك يوماً بتفوقها على العالم الغربي.
ثم لأنه لم تحدد الاستراتيجية الصينية دربها بدقة بعد ولأنه لا توجد في الصين استراتيجية أمن وطني مشابهة لما هو قائم في الولايات المتحدة- وينهي كتابه بفكرة أن الصينيين يعتبرون القرن التاسع عشر قرناً من الهيمنة المذلة, والقرن العشرين باعتباره زيادة في الفوضى والاضطرابات, والقرن الحادي والعشرين قرن التأكيد الدولي مالم نقل السيطرة.
أما تييري ولتون wolton من جهته فهو يرى أن الصين تغوي الغرب, وهي في الواقع تنين من ورق. وبأن الاعجوبة الاقتصادية ترتكز على التقليد والفوارق الاجتماعية. وفي خاتمته يقول بأن:(مستقبل العالم لا علاقة له بالصين).