وما يشبه ميزان يتربص بالأديب الراحل يتكفل بذكر ماله وما عليه وتشتهد الأقلام في الإدلاء بدلوها وتبدأ لعبة من نوع أصبح مألوفاً إثر وفاة أي شخصية صرفت حياتها بالأدب. وبذريعة الرثاء تتفنن الأقلام باطلاق الألقاب مثلاً ?! أو تدبيج مدائحيات مبالغ بها أو العكس?! أيضاً الغمز من قناة الراحل. مسألة حاضرة -تقريباً- دائماً.جنازة الأديب أصبحت فرصة لما يشبه تصفية حسابات في أحيان كثيرة?!
ربما أكثر ما بدا واضحاً في بعض الأقلام التي تذرعت برثاء الشاعرة العراقية نازك الملائكة هو محاولة انتزاع الريادة منها باسلوب أو بآخر?
جميعنا عرفناها كرائدة أولى في الحداثة العربية.. وهي بنفسها عاشت معركتها بشأن لقب الريادة مع الشاعر العراقي بدر شاكر السياب , رغم أنني شخصياً أنجذب إلى شعره وأعماله أكثر من انجذابي لنازك وقد قرأتها من باب الاطلاع وليس الاعجاب. لعل كتابها النقدي المهم (قضايا الشعر المعاصر) يكاد يوازي ريادتها أهمية فهي أيضاً كانت رائدة في النبوءة بشأن مآل الحداثة العربية بصيغة الشعر?!
تجلى ذلك من خوفها الصريح من الحداثة على الحداثة.. وحدث ما توجست منه وأعلنته هي كلمة استشراف تسجل لها بشأن الفوضى التي وصل إليها الشعر الذي أصبح عليه أن يفكر بأسماء أخرى تطلق على مشتقاته .. مثل : تشكيل كلمات أو كولاج نواصل ونقاط.. أو باستيل الكلمة....?!
ربما رحيل نازك الملائكة يفترض أن يكون مناسبة لإعادة تعريف الشعر..?!! أكثر من محاولة النبش على أمل تجريدها من ريادتها..?!
linahawyane@yahoo.com