الكثير من الأسر وجدت ضالتها من خلال أسواق ومحال تقدم هذه الخدمة ولايقتصر ذلك على (المونة) فقط, بل حتى للطبخات اليومية والاستخدام اليومي.. فبإمكان سيدة البيت أن تجد البقدونس المنظف والمفروم والثوم المقشر المعبأ بأكياس النايلون والباذنجان المحفور والمجهز للحشو والأرضي شوكي المنظف والمقطع والجاهز للحفظ أوالطبخ مباشرة, وكذلك الفول والبازلاء وغيرها من المواد الغذائية التي بإمكانك أن تحصل عليها من ذلك السوق الذي سمي سوق (التنابل)!!.
ولا يقتصر وجود هذه المواد على ذلك السوق المشهور بل انتقلت إلى أحياء وشوارع أخرى وإن كان عرضها أقل..
نحن لا نتدخل في شؤون الناس الخاصة, فهم أحرار في أن يشتروا المواد جاهزة, أوغير جاهزة لكننا نعرض لحالة موجودة منذ سنوات في أسواقنا ومجتمعنا, والخشية أن تتحول هذه الحالة إلى ظاهرة ومجال لتفاخر النساء بأن فلانة لاتعرض يديها للخشونة وتأثير المواد الغذائية, وهي تشتري حاجاتها جاهزة للاستخدام!!
وقد امتدت هذه الحالة إلى البيوت وظهر ماسمي بموضة اللفايات, أي قيام سيدات البيوت بالاستعانة بعاملة لتنظيف البيت وتعزيله وترتيبه مقابل مبلغ ( محرز) وما على سيدة البيت سوى توجيه العاملة والإشراف على العمل, وفي النهاية دفع المعلوم.
وقد انتشرت هذه الظاهرة بالعدوى والإخبار, وأخذت سيدات البيوت تقدم النصائح والمشورة لبعضهن , وتزكية هذه اللفاية أو تلك ومنحها شهادة الخبرة والشطارة.!
وحتى الأعمال الأخرى في المنزل, فقد أحالتها سيدات البيوت إلى مختصين.. فكي الملابس لم يعد في قائمة اهتمامات سيدة البيت, بل أحالتها إلى محلات التنظيف والكي ( المصابغ) لتعود جاهزة مغلفة بأكياس النايلون والمشاجب كما يمكن أيضاً توفير الذهاب إلى ( المصبغة) لأن العمال يأتون إلى البيوت يصطحبون الثياب ومن ثم إعادتها.
وتطول القائمة فقد أصبح غسيل البرادي يتم خارج المنزل وكذلك السجاد والموكيت وغيرها, مما خفف العبء عن سيدات المنازل وترك لهن فسحة من الوقت للتمتع بأوقاتهن وتبادل الزيارات.
طبعاً هذه العادات الجديدة التي دخلت إلى مجتمعنا من خلال الاعتماد بشكل كبير على عمال وعاملات ومحال خدمة نجم عنها وجود فرص عمل هامشية للكثيرين والكثيرات وبالتالي تأمين مصدر رزق جيد ومعقول من خلال أعمال منظمة وغير منظمة, لكنها في النهاية تقدم الخدمة ويحصل أصحابها على دخول جيدة.
وقد تنبه الكثيرون إلى هذه المسألة ودخلت السمسرة والسماسرة على الخط وما عليك إلا الاتصال على رقم هاتف ليزودك بما تطلب خلال وقت وجيز.
وهكذا نسمع ونشاهد عن حالات جديدة وابتكارات أفرزتها ظروف وأوضاع اجتماعية مستجدة لم تكن موجودة في السابق.. ولها فوائد مختلفة وخاصة للبيوت التي تفتقر إلى من يقوم بخدمتها وتوفير احتياجاتها اليومية, وخاصة للقادرين على الدفع.
وقد يأتي وقت ويعتذر من قام باختراع تسمية سوق ( التنابل) بعد أن يدرك منافعها والخدمات الكبيرة التي تقدمها للناس.