تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أصوات في البرية!

آراء
الاربعاء 27/6/2007
د. اسكندر لوقا

ثمة العديد من الأصوات التي انطلقت في الآونة الأخيرة,من جهات إقليمية وعالمية,تدعو الأشقاء في لبنان لمعالجة الوضع الداخلي

في بلدهم باللجوء الى تحكيم العقل,بعيدا عن الانفعال والتشفي.انطلقت هذه الأصوات حفاظا على وحدة البلد,بإنسانه وتاريخه وجغرافيته,وأيضا دفاعا عن هويته العربية في زمن التآمر ليس على هوية لبنان فقط بل على وطننا العربي بأطرافه المترامية شرقا وغربا,جنوبا وشمالا,على حد سواء.‏

ومؤخرا وكأنهما كانا على وفاق مسبق,قرأنا لغبطة البطريرك مار أغناطيوس الرابع هزيم بطريرك إنطاكية وسائر المشرق العربي قولا جاء فيه(إننا ننتظر أن نرى اللبنانيين يحبون بلدهم حين ذلك يمكننا التحدث عن لبنان).جاء قول غبطته هذا في سياق حديث أدلى به لجريدة تشرين في مناسبة زيارة غبطة البطريرك ثيودورس الثاني بابا الإسكندرية وسائر أفريقيا لدمشق.‏

وفي اليوم نفسه قرأنا في الصحيفة ال الكترونية شام برس قولا لغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك انطاكية وسائر المشرق والإسكندرية والقدس تحذيره اللبنانيين من خطر الانزلاق أكثر فأكثر نحو توسيع رقعة الاختلافات فيما بينهم مستشهدا بقول ورد في الكتاب المقدس جاء فيه (ان كل بيت ينقسم على ذاته يخرب).‏

وأضاف غبطته هذا مانراه بأسف شديد في لبنان(وذلك في كلمة افتتاح مؤتمر ال سينودس الروم الكاثوليك في بلدة عاليه,حيث دعا غبطته الله تعالى لأجل حماية لبنان ولأجل(تحسين العلاقات بين البلدين الشقيقين سورية ولبنان في التراث والعقلية والروابط العائلية والاقتصادية والتاريخ والجغرافيا).‏

إن هاتين المناسبتين ليستا الوحيدتين بين المناسبات العديدة التي قرأنا فيها أقوالا لقادة روحيين سواء كانوا يمثلون بيوت العبادة لدى المسيحيين أو المسلمين في سورية أو في لبنان.وثمة مواقف عدة تشهد لرموزهم العاقلة بأنهم ما زالوا مع ضرورة وضع نهاية لعمليات السقوط في شباك المضللين والمضللين الذين يسعون لترسيخ عوامل التفرقة بين شعبي البلدين وإفساح المجال لأعداء الأمس واليوم كي يسدلوا الستار على آخر فصول تآمرهم على حاضر منطقتنا العربية ومستقبلها.‏

وفي مثل هذه المناسبات,غالبا ما يستذكر أحدنا الأصوات التي تتردد في البراري الشاسعة لترتد أصداء تصل الى اسماعنا من حيث لا ندري.‏

وجميعنا يعلم كم لهذين القطبين من رجال الدين المسيحي وأمثالهما من تأثير في توعية الجيل,بمختلف اطيافه ,وحملهم على التنبه الى أن ما يحاك للمنطقة هو أبعد من مجرد إثارة الصراعات الدائرة بين الفرقاء,تلك التي نشهدها أو نسمع عنها في أيامنا هذه ,بل تتعداها إلى ترجمة الخرائط المرسومة بالألوان لجهة مستقبل المنطقة الى واقع على الأرض.‏

ولا يظنن أحد أن دولا عظمى تمتلك قوى ضاربة,وتحلم بإمكانية قيام امبراطوريات كبرى في العصر الحديث,تغلب مصالح الغير على مصالحها.ويخطىء من يعتقد أن دولا كهذه تضحي,وهي بكامل وعيها,بواحد من جنودها أو بقدر ولو كان ضئيلاً من ثرواتها لكسب صديق أو حليف,بل هي تضحي من أجل كسب تابع لها أو عميل.‏

وما يقرأ الآن في أكثر من موقع على ساحاتنا العربية,يأتي برهانا على استجابة المضللين من رموزها لمغريات المكاسب الآنية,ولا نعتقد أننا هنا بحاجة لذكر أمثلة أو أسماء.‏

dr-louka @maktoob.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية